حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم السبت من تعرض سكان شمال مالي الى مشاكل كبيرة للحصول على المواد الغذائية والخدمات الصحية بسبب اندلاع الأزمة هناك منذ جانفي الماضي. وقال رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية التي تغطي النيجر ومالي يورغ إغلين في تقرير نشر اليوم "أن الوضع الحالي الذي أدى فيه انعدام الأمن وأعمال النهب إلى تقليص كبير لقدرات عمل المنظمات الإنسانية يشكل تحديا كبيرا". وأضاف إغلين قائلا :"تعرض مستشفى (غاو) بكامله للنهب إلا أن عودة قسم من العاملين في مجال الصحة الذين كانوا فروا من أعمال العنف أعاد الأمل في استئناف قريب للأنشطة الأكثر أهمية ولاسيما خدمات الطوارئ والولادات". وقامت اللجنة الدولية بالاتفاق مع الجماعات المسلحة بتسهيل عمليات إخلاء الجرحى والمرضى نحو مراكز صحية و أطباء استطاعوا توفير العلاج الملائم لهم. وفي الوقت ذاته، يخشى خبراء اللجنة الدولية من توقف محطة معالجة المياه وعمليات الحفر لانتاج مياه الشرب أمام انقطاع الكهرباء ما سيؤثر في امكانية توفير مياه الشرب لسكان مدينة (غاو). وتسعى اللجنة الى تفادي تلك الكارثة بتوفير خمسة آلالاف لتر من الوقود يوميا خلال شهر كامل بعد نجاح تزويد محطة توليد الكهرباء بنحو عشرين ألف لتر منذ الأسبوع الأول من أفريل الجاري. وتؤكد اللجنة الدولية على أن أنشطتها محدودة الهدف قائلة أنها "تمثل نقطة بداية في هذه البيئة الجديدة التي لا تزال مضطربة ومن المهم أن تتمكن الأطراف الموجودة في الميدان من خلق الظروف المواتية لاستئناف كامل للأنشطة الإنسانية". وتتمثل أولوية اللجنة الدولية في هذه المرحلة في إقامة حوار مع جميع الأطراف الفاعلة من أجل الحصول على ضمانات كافية لأمن العاملين وسلامة المعدات والمواد اللازمة للعمل الإنساني. وتنشط اللجنة الدولية أيضا في البلدان المجاورة التي لجأ إليها عشرات الآلاف من الماليين الذين يعيشون غالبا في ظروف بالغة الصعوبة لاسيما في شمال (بوركينا فاسو) وجنوب شرق موريتانيا وفي منطقة (تيلابيري) في النيجر حيث تعمل اللجنة الدولية في هذه البلدان بالتعاون مع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر هناك. وذكرت وكالات الأممالمتحدة الاغاثية أن النزاع في مالي أدى الى تشريد أكثرمن 235 ألف شخص داخل مالي وخارجها.