دعا خبراء في مجال السكن والعمران أمس إلى استعمال مواد بناء تسمح باقتصاد الطاقة وحماية البيئة مع ضمان ديمومة البنايات، في حين كشف مدير مركز التنشيط الفرنسي في مواد البناء عن قرب انجاز مركز لترقية البناء الايكولوجي بالجزائر وذلك في إطار شراكة بين الطرفين. انتظم أمس على هامش الصالون الدولي للبناء ومواد البناء والأشغال العمومية »باتيماتيك« في طبعته ال 15 يوما دراسيا حول السكنات ذات النجاعة الطاقوية. وفي هذا اللقاء أجمع المتدخلون على ضرورة إيجاد أنماط جديدة من السكنات وفق المعايير المحلية والتي تكون أقل استهلاكا للطاقة، حيث اقترح الخبراء جملة من الحلول والتقنيات التي من شأنها أن تكون البديل حسب خصوصية كل منطقة، داعين إلى تثمين النفايات ذات الأصل النباتي على غرار بقايا الزيتون وذلك في مجال البناء. وفي هذا السياق اقترح الأستاذ داهلي محمد من كلية البناء بتيزي وزو إدراج بقايا اللب وقطع نواة الزيتون في صناعة العوازل الحرارية للبنايات، إلى جانب استعمال نجارة الخشب ونفايات الورق والكارتون ونفايات الفلين كمواد عازلة والتي تعد غير مكلفة بالنسبة للنظام الكلاسيكي المعمول به حسب ما أكد ذات الخبير. وإن كانت هذه العملية تعد جزءا من تثمين النفايات الصناعية فإن الأستاذة بوسواليم من المدرسة المتعددة التقنيات للهندسة المعمارية قالت أن البناء الايكولوجي يسمح باقتصاد الطاقة وتحقيق رفاهية قصوى بالنسبة للمواطن مع ضمان النوعية وأثر أقل حدة على البيئة. ودعت بوسواليم إلى تعميم نمط البناء من خلال تنظيم لقاء ودورات تكوينية لفائدة المهنيين ومكاتب الدراسات بغية حملها وتشجيعها على الاهتمام بالبناء المستدام. من جهته كشف مدير المركز الفرنسي للتنشيط الجهوي بالمواد المتطورة جون كلود جيانوتا عن قرب إنشاء مركز لترقية البناء الايكولوجي بالجزائر، حيث أوضح أن الأمر يتعلق بشراكة بين منطقة »لابروفانس، آلب، كوت دازور« وشبكة المؤسسات المغاربية من أجل البيئة والغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة. كما ركز على أهمية الاستفادة من المهارة والخبرة الجزائرية في مجال الهندسة المعمارية التقليدية، مؤكدا على أن العمل سيكون من خلال »تشييد بنايات حديثة مستلهمين من النموذج المعماري الجزائري التقليدي ومن خلال استعمال الطاقة الشمسية والمواد المحلية كالصوف والتراب ورسكلة الجرائد في إطار العزل الحراري«.