تمكن حزب جبهة التحرير الوطني من انتزاع 6 مقاعد في الإنتخابات التشريعية بولاية قسنطينة بعد منافسة شرسة بين الأحزاب الأخرى، غير أن تجربته السياسية التي ليست بالجديدة وتمرسه النضالي الطويل مكنه من أن يحقق الرقم القياسي، بحيث حافظ الأفلان في ولاية قسنطينة على مقاعده الأربعة التي حققها في 2002 و2007، وأضاف إلى هذا الرصيد مقعدين إضافيين في البرلمان، وهذا ما يؤكد على بقاء الأفلان القوة السياسية الأولى في البلاد. اليوم لا أحد من الأحزاب التي ترشحت للانتخابات التشريعية أن تقف اليوم ندا للند أمام عمالقة الأفلان الذين أثبتوا جدارتهم بقوة، ولم يدخروا جهدا في تنشيط الحملة الانتخابية، بحيث بالرغم من التجاوزات التي مارستها بعض الأحزاب لإفشال مساعي الحزب في حصد أكبر عدد من المقاعد، في ظنهم أن الانشقاقات التي عاشها الحزب طيلة أشهر عديدة من شأنها أن تكسر شوكته أو تعيقه عن تحقيق مسعاه، ولكن الصندوق أثبت أنه لا حزب يعلو على حزب جبهة التحرير الوطني أو أن تتساوى كفة ميزانه مع كفة الأفلان، بدليل عدد الأصوات التي اتجهت نحو الحزب العتيد، الذي أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اعتزازه بالانتماء إليه، وقد سجل حزب جبهة التحرير الوطني بولاية قسنطينة 20 بالمائة من نسبة التصويت، أي بمعدل 35 ألف صوتا. انتصار حزب جبهة التحرير الوطني في قسنطينة خيب آمال بعض الأحزاب التي كانت ترى أنها تقف إلى جانب الحزب ندا للند، وبخاصة شريكه في التحالف المتمثل في حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي جاء في المرتبة الثانية بحصوله على مقعدين اثنين، وهما نفس المقاعد التي تحصل عليها كل من حزب جبهة العدالة والتنمية التي يترأسها الشيخ عبد الله جاب الله، و يتصدر قائمتها بقسنطينة الناطق الرسمي لخضر بن خلاف، ومقعدين كذلك لحزب العمّال.