أكد مختصون في فرع الحليب يوم الأحد بالجزائر العاصمة أن إنتاج الحليب لن يتطور بدون ارتفاع إنتاج العلف الذي يمثل عاملا أساسيا لبلوغ الاكتفاء الذاتي من مادة الحليب وأعلنوا في هذا الصدد أنه ينبغي أن تركز عليه الدولة بغية إيجاد آليات مساعدة للفلاحين، فيما سجل المشاركون في الملتقى الدولي حول إنتاج الحليب في الجزائر الحالة المزرية للإسطبلات الآمر الذي يتطلب مراجعة الآليات الدعم التي تخصصا الدولة للفلاحين في هذا المجال. قال رئيس المجلس المهني المشترك للحليب محمود بن شكور أنه »لإنتاج الحليب لابد أولا من إنتاج العلف لأنه أن لم نؤمن تغذية جيدة صحية ومتزنة للماشية فلن نتمكن من التحكم في عوامل الإنتاج الأخرى على غرار الصحة الحيوانية«. وأضاف المسؤول على هامش ملتقى دولي حول فرع الحليب في إطار الصالون الدولي لتربية المواشي والصناعة الغذائية )سيبسا- اغروفود( قائلا إنه »في الجزائر لدينا نقص كبير من حيث العلف لتغذية الماشية بجميع أنواعها«. وأضاف بن شكور انه بعد تفعيل فرع الحليب يتم حاليا التفكير في تحديد الطرق والتقنيات الكفيلة بتحسين إنتاج الحليب متسائلا »كيف يمكن بلوغ الاكتفاء الذاتي في الحليب«.و قال إن الوقت قد حان للتطرق إلى »المردود والمردودية«. وأكد بن شكور أهمية تدخل السلطات العمومية لدعم إنتاج العلف والذي يعد اليوم جد ضروريا نظرا للاهتمام الذي أبداه بعض المتعاملين في الميدان. ومن جهة أخرى أكد سوخال خبير وعضو بمؤسسة »فلاحة إبتكار« أن »زراعة ذرة العلف و البرسيم مهمتين وبالتالي يجب تطويرها ومرافقتها في الجزائر«. مشيرا إلى ضرورة العمل من أجل تطوير هذه الزراعات وإيجاد آليات دعم الدولة التي ستسمح بخلق نظام اقتصادي لإنتاج العلف والحفاظ عليه«. كما أكد الخبراء المشاركون في هذا الملتقى على ضرورة تحسين تغذية ونظافة المواشي وأشار المدير العام لشركة بريطانيا العالمية ماركس جيلو أنه في حالة اختيار عامل واحد فيجب منح الأولوية إلى »التغذية«. وأجمع هؤلاء الخبراء على الوضعية المزرية للإسطبلات في الجزائر والتي لا تتمتع بأي شرط لتوفير إيرادات تليق بمستثمرات تنافسية«. وفي هذا الإطار أوصى محترفو القطاع بمراجعة الآليات المرتقبة من خلال جهاز الدعم لإعادة تأهيل وعصرنة هذه الإسطبلات. وعلى هامش الملتقى وفي تصريح للصحافة أوضح مدير مجمع »بروتاني انترناشيونال« مارك جيو أن »العقد يمتد على مدى 15 سنة لتطوير هذا البرنامج وهو قابل للتجديد«، مشيرا إلى تصريحات وزير الفلاحة و التنمية الريفية رشيد بن عيسى. ويهدف البرنامج حسب ذات المسئول إلى الرفع ب 50% معدل إنتاج كل بقرة ومضاعفة عدد الأبقار ورفع مردودها في غضون ثلاث سنوات. ويسعى برنامج »ألبان« إلى مرافقة ألف مربي مواشي جزائري طوال 3 سنوات في الولايات النموذجية وهي البليدة وغليزان وكذا سوق أهراس، حيث سيعتمد توسيع البرنامج إلى 22 حوضا لإنتاج الحليب على النتائج التي سيحرزها المشروع خلال هذه السنوات الثلاث وأهداف الأطراف المعنية والمتمثلة في وزارة الفلاحة والمعهد التقني لتربية المواشي.