اعتبر مختصون في فرع الحليب يوم الأحد أن إنتاج الحليب لن يتطور بدون ارتفاع إنتاج العلف الذي يمثل عاملا أساسيا لبلوغ الاكتفاء الذاتي من حيث الحليب و هو مجال ينبغي أن تركز عليه الدولة بغية إيجاد آليات مساعدة للفلاحين. و أوضح رئيس المجلس المهني المشترك للحليب محمود بن شكور أنه "لإنتاج الحليب لابد أولا من إنتاج العلف لأنه أن لم نؤمن تغذية جيدة صحية و متزنة للماشية فلن نتمكن من التحكم في عوامل الإنتاج الأخرى على غرار الصحة الحيوانية". و أضاف المسؤول على هامش ملتقى دولي حول فرع الحليب في إطار الصالون الدولي لتربية المواشي و الصناعة الغذائية (سيبسا-اغروفود) قائلا إنه "في الجزائر لدينا نقص كبير من حيث العلف لتغذية الماشية بجميع أنواعها". و أضاف بن شكور انه بعد تفعيل فرع الحليب يتم حاليا التفكير في تحديد الطرق و التقنيات الكفيلة بتحسين إنتاج الحليب متسائلا "كيف يمكن بلوغ الاكتفاء الذاتي في الحليب". و قال إن الوقت قد حان للتطرق إلى "المردود و المردودية". و كانت الجزائر تستورد أبقار حلوب تعطي ببلدانها أكثر من 6000 لتر من الحليب لكل در في حين أن المعدل الوطني لم يتعدى أبدا 3500 لتر لكل در. و استطرد "إذا تمكنا من حل هذا المشكل (التغذية) سيتم رفع جميع العراقيل الأخرى". و اقترح أن تضع السلطات العمومية تحت تصرف الفلاحين الموارد المائية الضرورية من خلال تعبئة مياه السدود و المياه المعالجة التي تتطلع الجزائر إلى استرجاع أكثر من 600 مليون متر مكعب في مطلع 2014. و أشار بن شكور أنه لتحقيق ذلك على الدولة أن تمنح مساعدات "معتبرة" طويلة المدى للسماح بإستقرار و إزدهار نشاط المربيين المحترفين في هذا الفرع. و أوضح ذات المسؤول أن تكلفة الهكتار المسقى بالتقطير يقدر ب60000 دينار مما يثقل تكلفة إنتاج الكيلوغرام من المنتوج المخزن في الوقت الذي تمنح فيه الدولة 6000 دينار/للهكتار لدعم زراعة العلف و "ذلك يبقى غير كاف". كما إعتبر أنه ما بين 250000 إلى 300000 هكتار مسقاة يمكنها إنتاج علف بشكل كاف لتغذية 5ر1 مليون بقرة حلوب مما سيسمح بإنتاج ما يعادل 7 ملايير لتر أي 6000 لتر للدر في السنة. و تقدر حاجيات الجزائر لإنتاج الحليب ب5 ملايير لتر مما يعادل 6ر1 مليار لتر حليب سائل و منتوجات مصنوعة من الحليب الطازج و الغبرة. و أكد بن شكور علىأهمية تدخل السلطات العمومية لدعم إنتاج العلف و الذي يعد اليوم جد ضروريا نظرا للإهتمام الذي أبداه بعض المتعاملين في الميدان. و من جهة أخرى أكد سوخال خبير و عضو بمؤسسة "فلاحة إبتكار" أن "زراعة ذرة العلف و البرسيم مهمتين و بالتالي يجب تطويرها و مرافقتها في الجزائر". و أشار إلى ضرورة "العمل من أجل تطوير هذه الزراعات و إيجاد آليات دعم الدولة التي ستسمح بخلق نظام إقتصادي لإنتاج العلف و الحفاظ عليه". كما أكد الخبراء المشاركون في هذا الملتقى على ضرورة تحسين تغذية و نظافة المواشي و أشار المدير العام لشركة بريطانيا العالمية ماركس جيلو أنه في حالة إختيار عامل واحد فيجب منح الأولوية إلى "التغذية". و أجمع هؤلاء الخبراء على الوضعية المزرية للإسطبلات في الجزائر و التي "لا تتمتع بأي شرط لتوفير إيرادات تليق بمستثمرات تنافسية". في هذا الإطار أوصى محترفو القطاع بمراجعة الآليات المرتقبة من خلال جهاز الدعم لإعادة تأهيل و عصرنة هذه الإسطبلات.