كشفت الخرجات الميدانية التي شنتها مصالح الدرك الوطني خلال الأسبوع المنصرم أن الجرائم المنظمة باتت تهدد المجتمع بشكل مباشر، خاصة مع تحويل التكنولوجيا لخدمة الأغراض الإجرامية، وقد شهدت عنابة خلال السداسي الأول لسنة 2008 تزايدا كبيرا لهذه الجرائم المتعلقة أساسا بتهريب السلع المختلفة التي يتم جلبها من تونس وكذا إيطاليا زيادة على تحويل الأموال عن المتعاملين الاقتصاديين والتي تتم غالبا عبر الأنترنيت والبطاقات الإلكترونية. سمية.ب وما زاد الطين بلة في الأمر ضلوع فئة الأطفال في مثل هذه العمليات من خلال استغلالهم لتهريب وترويج المخدرات بجميع أنواعها، حيث كشفت الإحصائيات الأخيرة جنوح ما يفوق الثلاثة آلاف طفل من بينهم ما يقارب المئة فتاة. وقد أخذت ظاهرة جنوح الأطفال المتورطين في أعمال العنف رغم صغر سنهم أبعادا خطيرة بعنابة، بعد أن انتشرت في مختلف الأحياء النامية بالولاية، حيث أكدت الزيارة الميدانية والمراقبة الميدانية لمصالح الدرك الوطني أن الأرقام التي يمثلها جنوح الأحداث وتورطهم في الجريمة بشتى أنواعها تشهد تناميا مخيفا في السنوات الثلاثة الأخيرة. فقد سجلت ذات المصالح ما يفوق الثلاثة آلاف حدث خلال السداسي الأول من السنة الجارية، حيث سجل تورط 1320 حدث من بينهم 100 فتاة، وتفيد ذات الإحصائيات أن أكثر الجنح انتشارا تحتل السرقة المرتبة الأولى من الناحية الإجرامية ب 789 متورط، تليها الاعتداءات الجسدية المتمثلة في الضرب والجرح العمدي ب 52 حدثا، كما شهدت جنحة تحطيم أملاك الغير بتورط 14 حدثا، لتأتي بعدها جنحة المساس بالعائلة والآداب العامة والمنتشرة خصيصا في المناطق النائية والتي تمثلها الاعتداءات الجنسية والانسياب وراء الدعارة والبغاء بتسجيل 8 حالات خلال السداسي الأول من العام الجاري. كما أحصت ذات المصالح 31 حدثا متورطا في التعدي على الأصول وهي الظاهرة التي باتت تزداد وسط الأطفال والشبان على حد سواء، حيث يرجعه الأخصائيون حسب البحوث الأولية إلى تعاطي المخدرات التي تغيب العقل البشري عن وعيه تجعل من الفرد لا يفرق بين ما يصح فعله وما لا يصح، حيث سجلت أعلى نسبة في التعاطي المدمن على المخدرات والحبوب المهلوسة خاصة منها في فترة الموسم الصيفي أين تظهر فيه الفوارق الاجتماعية وتزداد الظروف الاجتماعية تدهورا وفقرا، أما أقصى تورط الأحداث في عالم الجريمة هو القتل العمدي. وتفيد ذات المعاينات الميدانية أن منحنى الجريمة قد تصاعد في ظرف قياسي من معقول إلى ما فوق المعقول في مختلف أنواع الجريمة سواء كانت عند الأحداث أو الجريمة المنظمة لدى الكبار، لتأتي عنابة في المرتبة الثانية بعد العاصمة في الإجرام، وهو الأمر الذي يستدعى الحيطة والحذر من مختلف أجهزة الأمن، ناهيك على ضرورة فرض مراقبة ردعية على أجهزة المعلوماتية، وخاصة منها الأنترنيت كونها احتلال غير مباشر لتغلغل المافيا وسط الشباب و المجرمين.