انطلقت منتصف الأسبوع الجاري من بلدية مسلمون بتيبازة، أول قافلة تحسيسية حول المخدرات في أوساط الشباب، كخطوة إيجابية لمواجهة شبح الإدمان، الذي بات يهدد مستقبلهم سيما أن هذه الظاهرة بدأت في التفشي في الآونة الأخيرة، على خلفية الكميات الهامة التي تم اكتشافها من طرف مصالح الأمن المشترك. سعاد جلطي المبادرة التي استحسن لها كثيرا سكان المنطقة، كان لها صدى كبير في أوساط الشباب، حيث حضرتها وجوه مسؤولة من السلطات المحلية، إلى جانب ممثلي عن المجتمع المدني باعتبارهم يساهمون في نشر الوعي لتفادي الإدمان، وحسب مدير دار الشباب سيد علي جيلالي، فإن هذه العملية التحسيسية جاءت بعدما استفحلت في أوساط شباب المنطقة الغربية بالولاية، مضيفا أن الرقم لا ينذر بالخطر إلا أننا لابد من دق ناقوس الخطر، في محاولة لاستقطاب الشريحة المستهدفة، لاسيما وأن الجهة الغربية تنعدم فيها المرافق الترفيهية والرياضية التي بوسعها احتواء هوايات الشباب وتصقيلها، موجها نداء للسلطات المحلية بالتعجيل في فتح المركب الرياضي الذي يعول عليه كثيرا بالبلدية، وهو الذي لا تزال أشغاله تسير على وتيرة بطيئة معتبرا إياه متنفسا حقيقيا للشباب وفضاء لاكتشاف الطاقات في أوساطهم. هذا وكانت العمليات الحجز التي قامت بها مصالح الدرك والأمن المشترك، لكميات معتبرة من المخدرات، عاملا أساسيا في تفطن المجتمع المدني والسلطات المحلية إلى تنظيم يوم إعلامي وتحسيسي، لمواجهة شبح الإدمان الذي لم يكن مطروحا من قبل في الجهة الغربية، في إشارة إلى الكميات الهامة التي تم حجزها والتي قدت ب 27 كلغ، منذ أكثر من شهرين فضلا عن كميات أخرى تم العثور عليها خلال المداهمات وهو الأمر الذي أسفر عنه إلقاء القبض عليهم، ومن هذا المنطلق دعا ممثل عن اتحاد الشبيبة الجزائرية بتيبازة "عزيبي الياس"، بتوخي الحيطة والحذر والأخذ بيد الأبرياء قبل فوات الأوان، وموضحا أن بارونات من مافيا المال هي وراء استقطاب الضحايا نحو الترويج أو الإدمان، ليجدوا أنفسهم مسلطين عليهم أحكاما متفاوتة تصل إلى 20 سنة، وهو الأمر الذي يحتم عليها بتنظيم أياما تحسيسية تجوب المنطقة لتوعية الفئة المستهدفة، طالبا السلطات المحلية بالتفاتة أكثر لإشغالات شباب المنطقة الغربية، تحسبا لتفادي أي انفجار اجتماعي، في ظل نقص الهياكل الخاصة للشباب وانعدام التجهيزات التي من شأنها أن تخلق فضاء ترفيهي وحيز للترويج واكتشاف الطاقات وهي النقطة التي اتفق معها رئيس التنسيقية "مامو محمد". هذا، وكانت المبادرة التي جاءت بعد ميلاد خلية لتنشيط الشباب تابعة لدائرة قوراية، الهدف من تأسيسها هو كسر الحواجز وتقريب المواطن من الإدارة. تبعتها نشاطات رياضية ومداخلات لممثلي الإصغاء والإرشاد، كما تم بث شريط سمعي بصري وحول مخاطر الإدمان، وعرض مجموعة من الصور وتوزيع مطويات تساهم في نشر الوعي من شبح المخدرات. وستتبع هذه العملية التحسيسية التي أشرف عليها والي تيبازة إلى جانب السلطات المحلية، عمليات أخرى ستمس بلديات نائية لتنادي تورط أبرياء في قضايا لم يختاروها عمدا.