كشفت وزارة التربية الوطنية عن استعدادات كبيرة نحو تعميم التعليم التحضيري على كافة أرجاء الوطن، وقد قالت في إحدى مذكراتها أنها سوف تسجل في الأقسام التحضيرية خلال الموسم الدراسي المقبل 2008 / 2009 أكثر من 386 ألف تلميذ، وهو ما يفوق تغطية نسبة 60 بالمائة من مجموع الأطفال البالغين سن الخامسة، على مستولى 1401 بلدية. هارون.م .س وحسب نفس المذكرة، وآخر تصريحات وزير التربية نفسه، فإن وزارة التربية تسعى إلى تعميم التعليم التحضيري على كافة التلاميذ البالغين سن الخامسة في الآجال القريبة، وقد قررت توفير المؤسسات التربوية اللازمة لاحتضان 386 ألف تلميذ في الدخول المدرسي المقبل، وهو ما يساوي نسبة 60 بالمائة من مجموع التلاميذ البالغين سن الخامسة، عبر كامل التراب الوطني. ووفق ما أكدته وزارة التربية، فإن التعليم التحضيري يحظى اليوم باهتمام كبير من قبلها ، وتساهم فيه ثلاث قطاعات أساسية، هي: الوزارة، القطاع الخاص والمؤسسات الأخرى التابعة للدولة، وقد اعتبرته حلقة وصل بين الأسرة المدرسية والمجتمع، ومرحلة هامة في التحضير لتمدرس لاحق ناجح. واهتمام الجزائر بهذا التعليم المبكر، يأتي من التزاماتها الوطنية والدولية، التي أملت عليها التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، التي صادقت عليها. وأوضحت المذكرة، أن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة من أجل إصلاح المنظومة التربوية أخذت في الحسبان هذا الانشغال الهام، الذي مثلما أضافت المذكرة لا تعود مبرراته إلى التحضير الجيد للتمدرس الإجباري فحسب، بل تعود أيضا إلى الآثار والنتائج المترتبة عن التنظيم الجديد للتمدرس الإجباري. ودون تحمس مفرط أو مغالاة، أكدت المذكرة أن الإجراءات الخاصة بإصلاح المنظومة التربوية تتوقع تعميم التربية التحضيرية تدريجيا، وفي حدود إمكانيات البلاد، لتشمل جميع الأطفال البالغين سن الخامسة، وقد خصصت لذلك وزارة التربية إمكانيات مادية وبشرية ضخمة. وكانت مثلما هو معلوم وزارة التربية قد راجعت بعض التشريعات التي لها علاقة مباشرة بهذا النوع من التعليم ، ويأتي في مقدمتها القانون التوجيهي الخاص بالتربية الوطنية، الذي تم عرضه على البرلمان، وصودق عليه، وهو يتضمن عدة مواد حول هذا النوع من التعليم، تم فيها التنصيص على أن مشروع الإصلاح المصادق عليه يتصف بالعمق والشمولية، حيث أنه يمس كل عناصر النظام التربوي، بما فيه التربية التحضيرية، وكذا التنصيص على إمكانية فسح المجال أمام القطاع الخاص في هذا التعليم، ثم الحرص على تطوير التربية التحضيرية، التي تسمح بالتنشئة الاجتماعية ، الإنشراحية للطفل، عن طريق تنظيم المكان والهياكل، وطبيعة التجهيزات، المناسبة لسن الطفل. ونشير إلى أن وزارة التربية كانت سجلت في السنة الدراسية المنصرمة 2007/2008 مجموع 147285 ألف طفل في الأقسام التحضيرية على مستوى المدارس الابتدائية، عبر الوطن، وهو ما يساوي نسبة 23 بالمائة من شريحة الأطفال البالغين سن الخامسة، خلال نفس الفترة، وهي النسبة التي لم تتجاوز 12 بالمائة سنة 2004 ونسبة 6 بالمائة سنة 2000 ، وقد بذلت جهودا معتبرة لاستقبال أطفال هذا التعليم في السنة الدراسية المقبلة، حيث أعدت البرنامج البيداغوجي، ودليل المعلم، ومدونة التجهيزات، ودعائم التكوين، ونظمت فترات تكوينية لمعلمي هذه المرحلة، وهي متواصلة بداية من سنة 2007