اختلط الأمر على الأولياء، وأصبح تسجيل أبنائهم للتعليم التحضيري هاجسهم الأول والأخير·· فتراهم في رحلة الشتاء والصيف للظفر بمقعد في القسم التحضيري، وللأسف، في غالب الأحيان، لا يفوزون بمقعد··الهاجس والضغط، ازدادا هذه السنة أكثر من السنوات الدراسية الماضية، كون الأولياء يعتقدون أن التسجيل في القسم التحضيري لأبنائهم إجباري، وظل الاعتقاد سائدا، في ظل غياب اتصال حقيقي على مستوى الوزارة الوصية على قطاع التربية والتعليم·وعندما تحدثت ''الفجر'' إلى العديد من الأولياء بهذا الشأن، بعدة مناطق من الوطن، من خلال تقارير مراسيلنا، اكتشفت الخلط الذي وقع فيه الأولياء، والعديد منهم أعادنا إلى التصريحات التي كان يطلقها السيد بن بوزيد، وزير التربية الوطنية، العام لماضي، عندما قال بإجبارية التعليم التحضيري وتعميمه على كل مناطق الوطن وكل مدارس الدولة، الأمر الذي دفعنا إلى البحث في الموضوع، حيث رصدنا مواقف مدراء بعض المدارس وعدد من النقابات، وطبعا مسؤولي وزارة التربية الوطنية على لسان أمينها العام ومدير فرعي مكلف بالملف· اقترحت شروطا لإنجاح العملية التربوية نقابات تطالب بمدارس مستقلة خاصة بالأقسام التحضيرية من الأفضل أن يحوي الفوج الواحد على 25 تلميذا لتيسير التعامل والتجاوب معهم التربية التحضيرية هي المرحلة الأخيرة ما قبل المدرسة، وهي التي تحضّر الأطفال للالتحاق بالتعليم الابتدائي، حيث يعتبر التعليم التحضيري من المراحل الهامة في حياة الطفل، لذا يجب أن يتوفر على شروط من أجل نجاح العملية التعليمية· ''الفجر'' قامت باستطلاع رأي نقابة التربية الوطنية بخصوص الكفاءات المشترطة لنجاح التربية التحضيرية، حيث أكد رواني جمال، منسق ولاية الجزائر للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''سنابيست'' ضرورة وجود طبيب نفسي مختص في علم النفس التربوي لمتابعة الأطفال يوميا من أجل السهر على راحتهم النفسية، كما أشار هذا الأخير إلى التكفل بالمطاعم المدرسية وتجهيز أثاث مناسب للأطفال من كراسي وطاولات، مفضّلا توفير مدارس مستقلة خاصة بالأقسام التحضيرية· من جهة أخرى، أفادنا الأمين العام للتربية الوطنية، عبد الكريم بوجناح، بشرح مفصل عن أهم الشروط الواجب توفيرها في الأقسام التحضيرية، فحسب رأي هذا الأخير فإنه ينبغي الاعتناء بفضاء القسم التحضيري من حيث التنظيم والتجهيز وحسن الاستغلال· بالإضافة إلى استحداث العديد من الفضاءات، كتوفير أماكن الراحة، وحرية التنقل والأكل والشرب، وكذا الناحية الوجدانية كالشعور بالحب والاطمئنان، المحيط الجميل والمريح ووجود بعض الأشياء التي لها علاقة بمحيطه العائلي· في نفس السياق، يقول المتحدث ''إنه يجب العمل على تفتيح شخصية الأطفال بفضل أنشطة اللعب التربوية، توعيتهم بكيانهم الجسمي، لاسيما إكسابهم عن طريق اللعب مهارات حسية وحركية، إكسابهم العناصر الأولى للقراءة والكتابة والحساب من خلال نشاطات مشوقة وألعاب مناسبة وتنمية قدرة الطفل على التعامل مع الوسائل والأدوات بدقة''· كما أشار السيد عبد الكريم بوجناح إلى ضرورة اختيار الأستاذ المناسب لتدريس هؤلاء الأطفال الذين يتطلبون رعاية واهتماما خاصين بهم وكذا حسن المعاملة، ويجب أن يكون متخصصا في علم النفس التربوي، وفي نظره يجب أن لا يتعدى عدد التلاميذ في القسم الواحد 15 تلميذا من أجل تسهيل التعامل والتجاوب معهم· المدير الفرعي لمقاييس التعليم الأساسي بوزارة التربية الوطني ل''الفجر'' ''التعليم التحضيري ليس إجباريا هذا العام'' برنامج لتوحيد المستوى بين تلاميذ السنة الأولى ومن كانت لهم فرصة الالتحاق بالأقسام التحضيرية صرح المدير الفرعي لمقاييس التعليم الأساسي على مستوى وزارة التربية الوطنية، السيد لوناس تواتي، أن وزارة التربية تسعى إلى تعميم التعليم التحضيري على كافة التلاميذ البالغين سن الخامسة، عبر كامل التراب الوطني· ووفق ما أكدته وزارة التربية، فإن التعليم التحضيري يحظى اليوم باهتمام كبير من قبلها، وتساهم فيه ثلاث قطاعات أساسية، هي الوزارة والقطاع الخاص والمؤسسات الأخرى التابعة للدولة (الجماعات المحلية)، ويعتبر التعليم التحضيري حلقة وصل بين الأسرة المدرسية والمجتمع· وحسب نفس المصدر ''فإن التعليم التحضيري ليس إجباريا وغير إلزامي بالنسبة لكل طفل جزائري مولود في الفترة ما بين 1 جانفي إلى 31 ديسمبر ,2004 خلال العام الدراسي الحالي، استنادا للمادة 41 من القانون التوجيهي للتربية الوطنية، الذي يتحدث عن نوعية التعليم بأنه ليس إجباريا وغير إلزامي، وإنما تسعى الوزارة إلى تعميمه عبر المؤسسات التربوية بهدف الرفع من مستوى تعليم الطفل وتحضيره ذهنيا وفكريا ومعنويا من أجل الاحتكاك بعالمه الجديد المتكون من معلمين وتلاميذ لم يألفهم بعد، حيث تتم عملية التسجيل حسب تسلسل الأشهر إلى غاية بلوغ العدد المحدد الذي يقترن بعدد الأفواج والأقسام المتوفرة، إذ يحتوي كل فوج على 25 تلميذا''· ويشير المدير الفرعي إلى أنه لمن لم يسعفه الحظ في التسجيل لهذا العام الدراسي 2009 - ,2010 يستطيع إلحاق ابنه مباشرة بأقسام السنة الأولى ابتدائي في الموسم الدراسي القادم، حيث خصص لهؤلاء الأطفال برنامج في الفصل الأول يتعلق بتوحيد المستوى بين الأطفال الذين كانت لهم فرصة الالتحاق بالأقسام التحضيرية ونظرائهم الذين لم يدرسوا في هذه الأقسام· وكذا السعي وراء راحة الطفل، عن طريق تنظيم المكان والهياكل، وطبيعة التجهيزات المناسبة لسن الطفل· وأضاف المتحدث أن وزارة التربية الوطنية بذلت جهودا معتبرة لاستقبال أطفال هذا التعليم التحضيري في الموسم الدراسي الجديد 2009/,2010 حيث أعدت البرنامج البيداغوجي، ودليل المعلم، ومدونة التجهيزات، ودعائم التكوين، ونظمت فترات تكوينية لمعلمي هذه المرحلة، وهي متواصلة طول السنة الدراسية، وسخرت الدولة ميزانية 3 ملايير دينار جزائري لتجهيز الأقسام التحضيرية· كما يخضع المعلمون الراغبون في تدريس هذه الأقسام التحضيرية إلى تسجيلات أولية للنظر في قدراتهم وإمكانياتهم، لاختيار الأنسب لتدريس الأطفال في هذه الفئة العمرية الحسّاسة· واهتمام الجزائر بهذا التعليم المبكر، يأتي من منطلق التزاماتها الوطنية والدولية، حسب ما قال محدثنا، الذي أضاف ''أن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة من أجل إصلاح المنظومة التربوية أخذت في الحسبان هذا الانشغال الهام''، فحسب رأي هذا الأخير لا تعود مبرراته إلى التحضير الجيد للتمدرس فحسب، بل تعود أيضا إلى الآثار والنتائج المترتبة عن التنظيم الجديد لتمدرس التلاميذ، ''فوزارة التربية الوطنية تسعى إلى تعميم التربية التحضيرية تدريجيا، وفي حدود إمكانيات البلاد، لتشمل جميع الأطفال البالغين سن الخامسة''· إيمان خباد الأمين العام لوزارة التربية يؤكد أن التعليم التحضيري ليس إجباريا رئيس فدرالية جمعيات أولياء التلاميذ يطالب بتوسيع رقعة تطبيق النظام التحضيري طالب رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، الحاج دلالو، بتوسيع رقعة تطبيق النظام التحضيري، تجاوبا مع مطالب أولياء التلاميذ المتعلقة بتسجيل أبنائهم الذين بلغوا سن الخامسة على مستوى المدارس الابتدائية· قال المصدر ذاته في اتصال مع ''الفجر''، إن إلحاق الأطفال بالأقسام التحضيرية رغبة اجتمع عليها أغلب أولياء التلاميذ، نظرا لكونها مرحلة تحسّن مستواهم وتعدهم لدخول السنة الأولى من التعليم الابتدائي· وفي مقابل ذلك، قال المتحدث إن وزارة التربية الوطنية أجازت فتح قسم واحد فقط على مستوى كل مدرسة ابتدائية، بشرط أن لا يتجاوز عدد التلاميذ المسجلين 25 تلميذا في هذا القسم· وهذا ما يتنافى مع رغبة أولياء التلاميذ كما لا يغطي كل الأطفال المسجلين حسب ذات المسؤول· وصرح الحاج دلالو ''أنه كان ممن طرحوا الفكرة في البداية من أجل تمكين التلاميذ من الاستعداد للدراسة، خاصة وأن أقسام المرحلة التحضيرية لديها برنامج خاص وهو موجود قيد التنفيذ على مستوى المدارس الابتدائية الموزعة عبر التراب الوطني، بالإضافة إلى ضبط هذا البرنامج بجدول زمني خاص به من أجل تعويد التلاميذ على الانضباط واحترام الوقت''· كما أشار المتحدث إلى نقطة أخرى تتعلق بعدم وجود أقسام تدرس النظام التحضيري، وأرجع الحاج دلالو السبب إلى وجود خلل لدى مصالح التنظيم التربوي في الولاية في حين لابد على كل مؤسسة ابتدائية على تراب الولاية أن تستجيب لطلب الأولياء في تسجيل أبنائهم· من جهة أخرى، قال المتحدث بأن ''الدولة لا تستطيع التكفل بكل التلاميذ ولذلك لابد من إشراك الشركاء الاجتماعيين الذين منهم الجمعيات ذات الطابع التربوي والشركات مؤسسات''· من جهتهم، أولياء التلاميذ عبّروا عن استيائهم من قرار تخصيص قسم واحد فقط في كل مؤسسة تربوية، وعدم قبول كل الملفات التي أودعت على مستوى الابتدائيات وأكدوا أن هذا القرار يساهم في إيجاد فوارق بين التلاميذ الذين التحقوا بالنظام التحضيري والذين لم يسعفهم الحظ في الاستفادة من هذا النظام· ومقابل هذه الانشغالات المعبّر عنها، أكد الأمين العام لوزارة التربية الوطنية، أبو بكر خالدي، في اتصال مع ''الفجر'' أن التعليم التحضيري الخاص بالأطفال الذين بلغوا خمس سنوات ليس إجباريا· البرنامج يتناسب مع سن ووزن تلميذ الأقسام التحضيرية مدراء ابتدائيات يؤكدون نقص الإمكانيات والأقسام قامت ''الفجر'' بجولة على مستوى بعض الابتدائيات بالعاصمة للاستفسار عن كيفية التسجيل وعدد المسجلين وظروف التدريس، وأجمع مدراء الابتدائيات على أن عملية التسجيل في القسم التحضيري تتم قبل الدخول المدرسي بأيام، حيث يتم قبول 25 طفلا الذين تم تقديم ملفاتهم أولا وتتوقف عملية التسجيل بعد ذلك، اتباعا لتعليمة وزير التربية التي تنص على ذلك· وأكد مدير إحدى الابتدائيات في بوزريعة في تصريح ل''الفجر'' أن التعليم التحضيري ليس إلزاميا، وجاء لتعويد الأطفال على جو المدرسة وتعليمهم احترام الوقت والتأقلم مع الجو الدراسي والتعرف على الزملاء، من أجل إعدادهم للدراسة في السنة الأولى· وقال ذات المتحدث بخصوص المواد المقررة للسنة التحضيرية إنها تشمل، حسب ما جاء به جدول التوقيت، عدة مواد، منها مادة التعبير والقراءة والتربية العلمية ذات بعدين، بيولوجي وتكنولوجي، والتربية المدنية، والتربية الاجتماعية، والتربية الإسلامية، والتربية التشكيلية، التربية الموسيقية والتربية الإيقاعية· وأشار المتحدث إلى أن الجدول الزمني الخاص التلاميذ في الطور التحضيري يتناسب مع البرنامج المقرر ومع سن التلاميذ، فهو أخف من الجدول الزمني للسنة الأولى حيث إن التوقيت المقرر للمرحلة التحضيرية يبدأ من الساعة الثامنة صباحا إلى الثالثة والربع مساء· وفي هذا الشأن تقول إحدى المعلمات المكلفة بتدريس تلاميذ التحضيري بذات المدرسة إن البرنامج رغم كثرة المواد إلا أن التلاميذ يستوعبون الدروس، أما في ما يتعلق بالإمكانيات والتجهيزات التي أدخلت على أقسام التحضيري فأشارت المتحدثة إلى نقص الإمكانيات المخصصة لهذه الفئة، والتي قالت إنها لا تتعدى آلة طابعة واحدة على مستوى إدارة المؤسسة ومجموعة من الألعاب، وهذا غير كافٍ حسب المتحدثة مقارنة مع البرنامج· وأردفت قائلة إن البرنامج المخصص للأقسام التحضيرية سهل وبمقدور الطفل استيعابه إذا ما توفرت الإمكانيات اللازمة، لأن الطفل في هذه المرحلة بحاجة إلى تطوير حواسه خاصة حاسة اللمس والسمع·