يعاني سكان العديد من بلديات ولاية بجاية من انعدام وسائل التدفئة مع حلول فصل الشتاء من كل سنة، حيث يضطر هؤلاء للعودة إلى الحياة البدائية• يؤكد المواطنون في غالبية بلديات بجاية أن فصل الشتاء بهذه المناطق يتطلب سنويا إستعدادا لمواجهته خصوصا في المناطق الجبلية التي تجتاحها موجة برد شديدة تمتد على مدار فصل الشتاء، حيث يعود السكان بها إلى الحياة البدائية، وفي غياب شبكة التموين بالغاز الطبيعي في الأغلبية الساحقة من المناطق، عادت إلى الواجهة منذ سنوات عملية المتاجرة بالحطب الذي أضحى الملجأ الوحيد للمواطنين الذين يدفعون مقابل ذلك ما لا يقل عن 4000 دينار لحمولة لا تكفي سوى لمدة شهر واحد على أكثر تقدير وظهرت معها كذلك المتاجرة بالمدافئ التقليدية التي اختفت منذ عقود لتعود في الآونة الأخيرة بعدما لم يجد المواطنون حلا غيرها• ويفسر السكان العودة إلى هذه الوسائل التقليدية بارتفاع أسعار المازوت، حيث أصبح إقتناء هذه المادة في غير متناول الجميع، أما عن التدفئة بالطاقة الكهربائية، فإن المواطنين يرون في ذلك مصاريف باهضة لا يمكن تحملها خصوصا مع الإرتفاع المستمر للكهرباء وكان الحل يكمن في غاز البوتان لكن ارتفاع ثمنه دفع المواطنين إلى التخلي عنه، حيث تباع القارورة الواحدة حاليا في المناطق الريفية بما لا يقل عن 300 دينار في الأيام العادية ويتضاعف سعرها كلما إزدادت البرودة ناهيك عن قلة هذه المادة وعدم توفرها في فصل الشتاء في أغلبية المناطق النائية، وهو ما يضطر إلى ضرورة التنقل مسافات بعيدة للحصول على هذه المادة، وبخصوص عملية الإحتطاب فإن غابات المنطقة أصبحت مهددة وذلك بالنظر إلى الأعداد الهائلة من الجرارات والشاحنات التي تخرج يوميا محمولة بكميات معتبرة من الخشب الذي يوجه مباشرة إلى المدافئ على حساب الثروة الغابية، وحسب مصادر محلية فإن مصالح الغابات تقدم للمستفيد وصلا يسمح له بقطع الأشجار•