اعتبر المؤرخ محمد القورصو، أمس، ما جاء في ملتقى حول الجنرال شارل ديغول، الذي احتضنته الإمارات العربية المتحدة مؤخرا، طعنا في تاريخ الثورة الجزائرية، وأكد أن وصفه ب" الشخصية المحررة" يعد تحريفا خطيرا للحقائق التاريخية. أوضح الدكتور القورصو في اتصال هاتفي أجرته معه "صوت الأحرار" أن المحاضرين في الملتقى المنعقد في العاصمة الامارتية أبو ظبي الأسبوع الفارط والذي جاء تحت عنوان" شارل ديغول والعالم العربي"، زيفوا الحقائق التاريخية وطعنوا تاريخ ثورة الجزائر عندما قدموا الجنرال ديغول على أنه "أب حركة التحرر"، رافضا أن تستغل سياسة الجنرال القائمة على حظر الأسلحة على الدولة الإسرائيلية لتشويه التاريخ. وعاد المؤرخ ليذكر بمساندة الدول العربية للثورة الجزائرية، واستشهد بالعراق الذي يعاني من الاحتلال اليوم، مؤكدا أن الراية الجزائرية كانت ترفع يوميا بجانب الراية العراقية. واستنكر الرئيس السابق لجمعية 8 ماي 1945 رد الفعل الجزائري الذي اكتفى بمغادرة القاعة التي احتضنت الملتقى الذي أشرفت عليه جامعة "السربون" بأبو ظبي من قبل وزير الخارجية الأسبق محمد بجاوي وعدد من الدكاترة الجزائريين المقيمين بالإمارات العربية المتحدة، وقال إنه "كان عليهم أن يحتجوا بصوت علني وأن يطالبوا بتعليق الملتقى"، معتبرا الملتقى الذي حاول تلميع صورة الجنرال الذي اقترف في حق الجزائريين كثير من الجرائم أثناء الثورة التحريرية انتكاسة للدولة الجزائرية. وعلى صعيد آخر، أشار المؤرخ محمد القورصو إلى أن الحركة التاريخية تمر بالمد والجزر، مضيفا أن الجزائر انتقلت من مرحلة واجب الذاكرة إلى مرحلة قول الحقيقة، واعتبر أن إبراز نقائص الثورة في السنوات الأخيرة شيئا ايجابيا، بل ذهب ليؤكد أن الكتابة التاريخية عرفت قفزة نوعية. وبالمقابل، كشف الدكتور القورصو أن هناك حظرا على الوثيقة التاريخية، ليقول انه لا يمكن الكتابة بموضوعية في ظل غيابها، داعيا المؤرخين إلى توخي الصدق انطلاقا من الوطنية لنقل الحقائق والوقائع التاريخية. يذكر أن الملتقى الدولي الأول الذي عقدته جامعة السربون بأبو ظبي بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية والذي دام ثلاثة أيام نظم بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس ومجمع شارل ديغول.