دعا عبد العزيز بلخادم الأمين العام للأفلان، أمس باسم التحالف الرئاسي، الرئيس بوتفليقة إلى الترشح لعهدة رئاسية ثالثة يستكمل من خلالها مشروعه لتكريس الأمن والسلم ودعم الاستقرار في البلاد، وقال بلخادم إن أحزاب التحالف الرئاسي وقواعدها النضالية مستعدة لخوض الاستحقاق الرئاسي وضمان الفوز لمرشحها في انتخابات شفافة وتنافسية في حضور من شاءوا من المراقبين الدوليين، في إشارة واضحة إلى أن التحالف الرئاسي لا يعارض استقدام مراقبين دوليين مثلما ينادي به زعيم الأرسيدي سعيد سعدي. حرص عبد العزيز بلخادم في مداخلة ألقاها أمس بمقر الحزب العتيد بعد استلامه الرئاسة الدورية للتحالف الرئاسي على توجيه رسائل سياسية مباشرة وغير مباشرة إلى شريكيه في التحالف وإلى ما يعرف بتيار المعارضة كما حرص بلخادم على رسم معالم المرحلة المقبلة في عمر التحالف الرئاسي، معتبرا لقاء الأمس بمثابة محطة هامة لتقييم الأداء وتبادل الرؤى وطرح الحلول وصياغة البرامج المستقبلية مع ضرورة التفاهم والتفهم لدور التحالف الرئاسي ومهامه، مشيرا إلى أن استلام الأفلان لرئاسة التحالف الرئاسي يأتي في ظرف سياسي خاص تميزه عديد من الرهانات والتحديات في مقدمتها الاستحقاق الرئاسي المرتقب بعد أشهر قليلة. وابرز بلخادم في كلمته أهم الرهانات التي حققها التحالف الرئاسي في السنوات الخمس المنقضية من عمر هذه التجربة السياسية والبداية كانت من رئاسيات 2004 وقال إن التحالف كان له الدور الأساسي في حسم المنافسة الانتخابية لصالح الرئيس بوتفليقة، وكذا الالتفاف حول برنامج الرئيس وتجسيده في الميدان، كما توقف بلخادم عند معركة تعديل الدستور والتي حسمها التحالف الرئاسي مؤخرا لصالحه وهو المشروع الذي جاء بجملة من المكاسب الدستورية، ولم يفوت المتحدث المناسبة دون توجيه رسالة إلى من يعتبرون أنفسهم يمثلون المعارضة في الجزائر والذين صوتوا ضد مشروع تعديل الدستور قائلا"إننا نحيي النواب بمن فيهم النواب من خارج التحالف الرئاسي الذين صوتوا لصالح مشروع تعديل الدستور حيث اتخذوا بكل سيادة واحدا من أكثر القرارات جرأة وشجاعة أما الأطراف التي عبرت عن رفضها فإننا نحترم رأيها الذي يعزز الممارسة الديمقراطية في البلاد وندعوها في المقابل إلى احترام رأي الأغلبية" وهي إشارة واضحة إلى ما يشنه حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية من حرب ضد التعديلات الدستورية التي أقرها البرلمان بغرفتيه بأغلبية ساحقة، ودعوة لهؤلاء إلى احترام الإرادة التي عبر عنها ممثلي الشعب بكل سيادة وحرية. ومن وجهة نظر الأمين العام للأفلان فإن التحالف الرئاسي الذي رأى النور في فيفري 2004 عشية الانتخابات الرئاسية كان بمثابة نقلة نوعية شهدتها الساحة السياسية الوطنية كما شكل خطوة عملاقة نحو المصالحة الوطنية وتعميق الحوار بين مكونات الطبقة السياسية وتجذير الممارسة الديمقراطية التعددية وإرساء قواعد العمل الجماعي من أجل الانتصار للجزائر القوية والمتصالحة والمتجذرة في هويتها المعتزة بتاريخها، مشيرا إلى أنه وبفضل التشاور والتنسيق تمكن التحالف الرئاسي من دعم الأداء الحكومي لإنجاح برنامج رئيس الجمهورية وإضفاء الفعالية على الكتل البرلمانية لأحزاب التحالف، مسجلا بارتياح كبير المكاسب الدستورية الجديدة التي ترمي إلى تكريس حق الشعب في اختيار مرشحيه بكل حرية، حرية لا حدود لها مثلما ذهب إليه المتحدث سوى إرادة الشعب السيدة، وكذا تحصين رموز الثورة وإعطاء التاريخ الموقع الجدير به في المنظومة التربوية وضمان مكانة لائقة للمرأة الجزائرية في المشهد السياسي، كما دعا بلخادم الكتل البرلمانية لأحزاب التحالف الرئاسي إلى الاستعداد للدفاع عن هذه المكتسبات الدستورية خلال مناقشة خطة عمل الوزير الأول من قبل غرفتي البرلمان باعتبار أن النقاش سيطغى عليه الجانب السياسي. وفي سياق تطرقه إلى الرئاسيات التي بدأ العد التنازلي لموعدها وجه بلخادم باسم التحالف الرئاسي دعوة إلى رئيس الجمهورية من أجل النزول عند رغبة المناضلين وفعاليات المجتمع المدني وشرائح واسعة من الشعب والترشح لعهدة رئاسية ثالثة بهدف مواصلة المشاريع التنموية الطموحة وتكريس الأمن والسلم ودعم الاستقرار الذي أصبحت تنعم به الجزائر بعد أن حاول الإرهاب الهمجي الزج بالبلاد في متاهات أزمة أمنية دموية، مبرزا الدور الحاسم للسياسة التي انتهجها رئيس الجمهورية القائمة على المصالحة الوطنية وكذا مجهودات الجيش الوطني الشعبي وتضحيات الشعب في دحر هذه الآفة، وأكد بلخادم أن التحالف الرئاسي يواجه اليوم تحديا كبيرا حيث تقع على عاتقه مسؤولية إنجاح مرشح التحالف وهو الرئيس بوتفليقة في هذا الموعد السياسي الهام وكذا تحقيق نسبة مشاركة شعبية عالية في هذا الموعد الانتخابي، وقال إن القواعد النضالية للأحزاب الثلاث وكل الأنصار والمؤيدين سيكونون مجندين لهذا الاستحقاق المصيري. وفي الموضوع نفسه جدد بلخادم تمسك التحالف الرئاسي بانتخابات رئاسية تعددية وتنافسية بين البرامج والرجال بحضور من أرادوا من المراقبين الدوليين في إشارة منه إلى المطلب الذي ينادي به الأرسيدي ويضعه كشرط للترشح للرئاسيات، ودعا بلخادم إلى خوض السباق الرئاسي بعيدا عن الادعاءات المغرضة والطروحات المشبوهة التي تشكك في أهلية الشعب في اختيار من يحكمه وتريد العودة بالجزائر إلى سنوات طواها الزمن، كما دعا الشركاء السياسيين إلى تبني أشكال النضال التي تناسبهم والتي تعزز مكاسب الديمقراطية وتحمي المنافسة السياسية في إطار الدستور وقوانين الجمهورية. وفي رده على دعاة الطرح القائل بأن التحالف الرئاسي غلق اللعبة السياسية أشار بلخادم إلى أن أعرق الديمقراطيات في العالم عرفت ظاهرة التكتلات السياسية التي أصبحت سمة من سمات العمل السياسي، مؤكدا تمسك الأفلان بهذا الإطار الحضاري بعيدا عن الاحتكار ورفض الآخر، مجددا قناعة الحزب بأن التحالف ليس قطبا سياسيا ضد قطب أو حزب أو تيار كما أن الأحزاب التي تشكله تلتقي حول أهداف واضحة ومحددة مع الحفاظ على استقلاليتها وخصوصيتها وحريتها في المبادرة والمنافسة.