أعلن التحالف الرئاسي خلال القمة التي عقدها أمس بمقر حزب جبهة التحرير الوطني عن اختيار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مرشحا له في الرئاسيات المقبلة وتمكينه من تحقيق انتصار باهر في الاستحقاق الرئاسي المقبل من خلال توحيد الجهود وتعبئة مختلف القواعد في المرحلة القادمة. فقد أعلن الرئيس الحالي للتحالف الرئاسي السيد عبد العزيز بلخادم عن هذا الاختيار وجدد في تدخله خلال القمة التاسعة للتحالف دعوة الرئيس بوتفليقة إلى الترشح لعهدة رئاسية ثالثة "لتلبية نداء المناضلين و فعاليات كثيرة من ألوان المجتمع المدني وشرائح واسعة من شعبنا". وأوضح السيد بلخادم أن مناشدة أحزاب التحالف الرئاسي الرئيس بوتفليقة الترشح لعهدة ثالثة جاء"بهدف مواصلة المشاريع التنموية الطموحة وتكريس الأمن والسلم بعد أن حاول الإرهاب الزج بالبلاد في متاهات أزمة أمنية دموية". مشيرا إلى أن التحالف يعمل وفق علاقة تكاملية بعيدا عن الاحتكار ورفض الآخر وانه "ليس قطبا سياسيا ضد حزب أو تيار أو قطب" وان أحزابه تلتقي من اجل أهداف مسطرة مع الحفاظ على خصوصيتها وحريتها في المبادرة والمنافسة. واعتبر السيد بلخادم أن الرئاسيات المقبلة هي ورشة سياسية كبرى تستدعي تعبئة القواعد لإنجاحها داعيا شريكيه في التحالف" إلى العمل اليد في اليد من اجل فوز مرشحنا". كما جدد المتحدث تمسك الافلان بانتخابات تعددية نزيهة وتنافسية بين الرجال والبرامج. وفي نفس الإطار أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحي أن التحالف الرئاسي سيترك بصمات واضحة في المحطات المقبلة" وخاصة وقوف أحزاب التحالف الثلاثة إلى جانب ترشح السيد عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية ثالثة وتمكينه من تحقيق انتصار باهر عبر انتخابات تطبعها الشفافية والتعددية والديمقراطية". وأشار السيد أويحيى إلى أن التحالف بلور اتفاقا "من اجل فعالية و ترقية التجانس والتكامل بين الحكومة والبرلمان" مستدلا على ذلك بالدعم الذي حظيت به جميع مشاريع النصوص التي عرضت على البرلمان وكذا تعديل الدستور الأخير. وأوضح السيد أويحي الذي سلم أمس رئاسة التحالف لشريكه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن حزبه "أدى واجبه في تنسيق الهيكل السياسي للتحالف الذي إضطلع بالدور الإستراتيجي المنوط به في الدفع بمسار التقويم الوطني وفي تجسيد برنامج رئيس الجمهورية" معترفا بأن العمل الحزبي المشترك لأحزاب التحالف "كان قليلا نوعا ما لأسباب موضوعية" ذكر منها انعقاد المؤتمرات العادية للتجمع الوطني ولحركة مجتمع السلم. وبدوره دعا رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني إلى ترقية تجربة التحالف الرئاسي إلى شراكة سياسية كاملة" وإعطائه جرعة إضافية وتطويره أكثر السنة المقبلة لإعادة ترشيح الرئيس لعهدة ثالثة". كما دعا إلى تحيين عمل أطراف التحالف وتحملهم التكاليف والأعباء الوطنية بالتساوي والعمل كشركاء لا كحلفاء من خلال تطوير التحالف" وليكون مفتاح ذلك رئاسيات2009". وفي هذا السياق أكد على "حاجة الجزائر إلى التحالف وتجميع الطاقات الوطنية". مشيرا إلى أن مبادئ التحالف مازالت متحركة وأهداف العقد مازالت قائمة على أساسها داعيا شريكيه في التحالف إلى ترقية هذه التجربة التي بدأت -كما قال- بمواعيد هامة كانت سنة 1999مع مرشح الإجماع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ثم في 2004 حيث تأسيس أيضا التحالف الرئاسي معتبرا الوقت مناسب الآن مع اقتراب الرئاسيات. يذكر أن الأشغال تواصلت في جلسة مغلقة لمناقشة نشاط التحالف الرئاسي في المرحلة القادمة منها العمل على تنظيم الحملة الانتخابية القادمة وتوحيد العمل بين الكتل البرلمانية حول مخطط عمل الحكومة الذي سيعرض قريبا على البرلمان.