استشهد 10 فلسطينيين في غارات شنتها طائرات حربية إسرائيلية في الساعات الأولى من يوم أمس استهدفت مبان حكومية تابعة لحماس ورموزا أخرى لها في اليوم الرابع من أعنف هجمات جوية إسرائيلية في القطاع في أربعة عقود، وقال شهود إن صواريخ أطلقتها الطائرات الإسرائيلية سوت بالأرض خمسة مبان لوزارات ومبنى تابعا للجامعة الإسلامية في مدينة غزة. قال معاوية حسنين رئيس إدارة الإسعاف في مدينة غزة إن القتلى حراس أمن ومدنيون، كما أفاد شهود أن الغارات التي أوقعت غزة في ظلام بينما كانت أصداء الانفجاريات تدوي في أرجاء المدينة أسفرت أيضا عن تدمير مركز للألعاب الرياضية لحماس ومعسكرين للتدريب تابعين للحركة. وشنت أحدث الغارات الإسرائيلية بعد ساعات من إطلاق نشطاء في غزة صواريخ قتلت جنديا إسرائيليا في قاعدة عسكرية قرب الحدود مع القطاع ومدنيا في مدينة اشدود، وقام الجيش الإسرائيلي أيضا بحشد قوات مدرعة بمحاذاة الحدود مع غزة. وقد شنت طائرات الاحتلال غارة على منطقة المغراقة جنوب شرق مدينة غزة استهدفت خلالها مزرعة مجاورة لعائلة أبو كميل فتوجه المواطنين إلى مكان القصف فأطلقت الطائرات صاروخ آخر مما أدى إلى إصابة 3 مواطنين وصفت جراح أحدهم بالخطيرة. كما قصفت ظهر أمس مقرا للشرطة التابعة للحكومة المقالة في حي التفاح ومنزلا ومصنعا في مدينة غزة، ملحقاً بها أضراراً جسيمة دون أن يبلغ عن إصابات، وأفادت مصادر إعلامية من عين المكان أن القصف طال ورشة خراطة لعائلة عاشور في حي الزيتون، ومصنعا للألبان والأجبان لعائلة دلول في حي الصبرة بمدينة غزة، ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات، دون أن ترد أنباء عن إصابات، وأفيد أيضا أن غارة أخرى شنها الطيران الإسرائيلي على خان يونس جنوب القطاع. وقصفت المروحيات الإسرائيلية ظهر أمس موقع كتائب القسام في مدينة بيت لاهيا بثلاثة صواريخ كما قصفت موقعا للقسام بمدينة بيت حانون شمال القطاع بثلاثة صواريخ أخرى، ولم تبلغ المصادر الطبية عن وقوع إصابات. ويأتي تجدد الغارات بعد توقف استمر أكثر من ساعة، يبدو أنه راجع للأحوال الجوية السيئة التي تسود أجواء القطاع، وأسفرت غارات سابقة اليوم الثلاثاء عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين بينهم طفلتان شقيقتان، ومواطن كان بالقرب من مركز للشرطة التابعة للحكومة المقالة في القرارة وسط قطاع غزة، وأكدت مصادر طبية فلسطينية استشهاد الطفلتين "لما" و"هيا" طلال حمدان ( 4 و11 عاما) عندما قصفت طائرات إسرائيلية عربة يجرها حمار كانت الشقيقتان على متنها في بيت حانون، وذكر مدير عام الإسعاف والطوارئ أن مواطنا استشهد وأصيب آخر في قصف إسرائيلي استهدف مقر شرطة القرارة التابع للحكومة المقالة وسط قطاع غزة. وبحسب ما نقلته مصادر إعلامية فإن القصف استهدف كذلك موقعا لقوات الأمن والحماية التابعة للحكومة المقالة في خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث أطلقت الطائرات صاروخين على الأقل على ذلك الموقع، والذي كان تعرض للقصف في اليوم الأول للحرب على غزة، كما تعرض موقع للقصف في منطقة البريج وسط قطاع غزة، وآخر شمال القطاع، وسمع دوي الانفجارات في تلك الأماكن، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات في الأرواح. يشار إلى أن عدد شهداء القصف الإسرائيلي منذ يوم السبت الماضي إلى غاية ظهر أمس قد بلغ 368 شهيد وأكثر من 1700 جريح بينهم عدد كبير من الإصابات الخطيرة، وأكد خليل أبو شمالة مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان أن من بين الشهداء 36 طفلا وتسع نساء في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وأوضح أن عدد الجرحى وصل إلى 1750 جريح، منهم 10 بالمائة أطفال وأن الحالات بالغة الخطورة وصل عددها إلى 180 جريح. وكان مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر قد بحث الليلة الماضية مع قادة الأجهزة الأمنية مستقبل العملية الإسرائيلية في غزة، وأعلن رئيس الوزراء إيهود أولمرت رفضه لأي حديث عن وقف إطلاق النار، وتمسك بمواصلة هذه العملية حتى تحقيق أهدافها، أما وزير الدفاع إيهود باراك فتوعد بأن تتخذ تل أبيب كل الوسائل القانونية لوقف ما سماها العمليات العدائية انطلاقا من غزة. وفي هذه الأثناء واصلت القوات الإسرائيلية حربها النفسية ضد فلسطينيي القطاع عبر رسائل تهديد هاتفية، حملت معاني كبيرة أهمها مطالبة السكان في القطاع بالتعاون مع "جيش الدفاع الإسرائيلي" لإنهاء حكم حماس وضرب كل معالم الحياة في غزة، كما حرصت الرسائل على التأكيد أن "جيش الدفاع "الإسرائيلي" سيكون بينهم في الأيام القليلة القادمة.