شنت إسرائيل أمس الثلاثاء المزيد من الغارات الجوية على قطاع غزة محذرة من أن عملياتها العسكرية قد تستمر لأسابيع بينما توعدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بمواصلة إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية. ورفضت كل من إسرائيل وحماس أي هدنة قريبة بعد ثلاثة أيام من بدء الغارات الإسرائيلية بهدف القضاء على خطر إطلاق الصواريخ من القطاع الساحلي وقالت الدولة اليهودية إنها مستعدة للقتال مع الإسلاميين لأسابيع. وقال إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي إن إسرائيل التي تفرض حصارا على غزة تحشد قواتها البرية على الحدود وإنها ستوسع عملياتها "إلى المدى اللازم" لوقف إطلاق الصواريخ "وستوجه ضربة قوية لحماس". وفي اليوم الرابع لأشرس هجمات جوية إسرائيلية على القطاع منذ عقود حشد الجيش الإسرائيلي قواته المدرعة وقواته البرية على طول الحدود في استعداد لغزو محتمل لغزة بينما واصلت الطائرات الإسرائيلية غاراتها في الساعات الأولى من يوم أمس وقتلت 12 فلسطينيا من بينهم شقيقتان عمرهما أربعة أعوام و11 عاما واستهدفت مباني حكومية تابعة لحماس ورموزا أخرى للحركة الإسلامية. إلى ذلك نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس إن عملية غزة هي "مرحلة أولى من عدة مراحل"، ومع بقاء ستة أسابيع فقط على الانتخابات الإسرائيلية التي تجري في العاشر من فبراير المقبل والتي ترجح استطلاعات الرأي أن يفوز فيها حزب ليكود اليميني المتشدد تقول حكومة الوسط الإسرائيلية أن الهدف من الهجوم هو وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية. وصرح ماتان فيلناي نائب وزير الدفاع الإسرائيلي أمس بأن الجيش مستعد للقتال "لأسابيع"، وقال فيلناي لراديو إسرائيل "الجيش مستعد لعملية طويلة... اتخذنا الاستعدادات لعمليات تستمر لأسابيع" ورد مشير المصري مسؤول حماس قائلا إن الفلسطينيين لا يتسولون طالبين التهدئة وإن لا مجال للحديث عن التهدئة مع استمرار العدوان والحصار. وحث فوزي برهوم المتحدث باسم حماس الفصائل الفلسطينية على الرد بكل السبل المتاحة على إسرائيل بما في ذلك العمليات الاستشهادية، وتحدت حماس التي تسيطر على غزة منذ عام 2007 الهجمات الإسرائيلية وهي الأشرس منذ حرب عام 1967 واستمرت في إطلاق الصواريخ، وترفض حماس المطالب الدولية باعترافها بإسرائيل ووقف المقاومة والاعتراف باتفاقات السلام المؤقتة القائمة، وقال شهود إن صواريخ أطلقتها الطائرات الإسرائيلية سوت بالأرض خمسة مبان لوزارات ومبنى تابعا للجامعة الإسلامية في مدينة غزة. قال بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني أمس إن حكومة بقيادته ستستخدم كل "الوسائل اللازمة" للقضاء على سيطرة حركة المقاومة الإسلامية على قطاع غزة، وأدلى نتنياهو بهذه التصريحات في مقابلة مع "رويترز" قائلا إنه استجاب لنداء رئيس الوزراء إيهود أولمرت "للمساعدة في حملة العلاقات العامة التي تشنها إسرائيل" أثناء العملية العسكرية الراهنة في قطاع غزة، وتابع بأن "التحرك المطلوب هو شيء من قبيل إزالة نظام حماس هذا من مسرح الأحداث". وردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل تسعى لتحقيق ذلك أثناء الهجوم العسكري الذي بدأته يوم السبت الماضي وأعلنت أن الهدف منه هو وقف الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس، قال نتنياهو "أعتقد أننا يجب ألا نناقش هنا مسألة ما إذا كان من الممكن عمل ذلك الآن. ولكن لا بد من مناقشتها لأنه في نهاية المطاف إذا لم نفعل ذلك فإن حماس ستعيد عندئذ تسليح نفسها". وعن العمليات الجارية في قطاع غزة أكد نتنياهو أن إسرائيل تريد أن "تتأكد من توقف إطلاق الصورايخ وأن تتأكد أيضا من أن القدرة على إطلاق صواريخ في المستقبل ستتوقف أيضا"، لكنه رفض التعليق على الأساليب العسكرية التي قد تستخدمها إسرائيل بخلاف الضربات الجوية التي أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 350 فلسطيني من بينهم 62 مدنيا على الأقل حسب تقديرات الأممالمتحدة.