تعتزم وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة، قريبا، إطلاق دراسة شاملة لإعداد حصيلة دقيقة حول القدرات التي تزخر بها الجزائر في مجال الحمامات المعدنية ستوكل مهام إجرائها إلى أحد المكاتب المتخصصة، حيث سيسمح هذا العمل بتعزيز القدرات المتوفرة والمتمثلة في 202 منبع مياه منتشرة عبر كامل التراب الوطني، إلى جانب الكشف عن منابع أخرى في البلاد. في تصريح نقلته وكالة الأنباء الوطنية، أعلن المكلف بالترقية والتسويق بوكالة جاستور مصطفى شاوي على هامش المعرض الدولي للحمامات المعدنية الذي احتضنته العاصمة الفرنسية باريس تحت عنوان "ترماليس 2009"، أن وزارة تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة تعتزم قريبا إطلاق دراسة شاملة حول قدرات الجزائر في مجال الحمامات المعدنية، حيث ستوكل مهام إجرائها إلى مكتب متخصص بعد أن تم إطلاق إعلان عن تقديم العروض الخاصة بها، مشيرا إلى أن الدراسة ستسمح بتعزيز القدرات الهائلة المتوفرة على مستوى التراب الوطني، والمتمثلة في 202 منبع للمياه ذات منافع علاجية متنوعة منتشرة عبر التراب الوطني، وكذا بالكشف عن منابع أخرى، كما أكد أهمية هذه الحصيلة كونها تسمح بالحصول على معلومات أدق بخصوص هذا القطاع ونوعية المياه والخصوصيات العلاجية للمنابع وأهمية المياه الجوفية. وخلال مشاركته في أشغال المعرض الدولي للحمامات المعدنية 2009 بالعاصمة الفرنسية باريس، أكد مسؤول وكالة جاستور أن مشاركة الجزائر في المعرض تهدف إلى التعريف بطاقات القطاع وأنواع العلاج والخدمات المتنوعة التي يعرضها، مشيرا إلى أن الصالون الذي يحظى بسمعة دولية، سيسمح للوكالة بمباشرة عمل إعلامي وتسويقي حيال الزبائن المحتلمين وذلك من خلال إقامة علاقات شراكة مع مهنيي القطاع، ليؤكد في هذا الصدد "أن طاقاتنا ضخمة ونحن هنا لنعرف بها ولنستقطب اهتمام الزبائن المحتملين"، وأضاف "عروضنا هامة وذات أسعار تفضيلية ومدروسة، فمسعانا يأخذ بعين الاعتبار التوجه العام للسوق العالمية". وفي سياق حديثه عن استقطاب المنتوج الجزائري لاهتمام المهنيين والجمهور، أشار شاوي إلى أنه قد تم التعبير عن عديد الطلبات منذ اليوم الأول للمعرض الدولي، حيث أكد أن عددا من المهتمين كانوا يستفسرون عن طبيعة المنتوجات والأسعار المطبقة والهياكل القاعدية والخدمات المتعلقة بالإقامة والتكفل، كما أوضح فيما يخص المشاكل الأمنية أنها "لم تعد تشكل اليوم هاجسا فقد تم بكل بساطة تجاوز هذا الجانب"، ليضيف "إننا نستهدف في الوقت الراهن الطبقة المتوسطة من الجالية الوطنية المقيمة بفرنسا إضافة إلى أجانب أقاموا بالجزائر لمدة معنية". من جهة أخرى، أكد شاوي أن المشاركة الجزائرية في معرض باريس تهدف أيضا إلى تطوير التعاون في إطار الشراكة والخوصصة، فقد جاء في سياق حديثه على هامش الصالون الذي اختتم أمس، "إننا نعتبر الشراكة والخوصصة كأنماط تساعدنا على إعادة تثمين قطاعنا وعصرنة تسييرنا وإعطاء نفس جديد لنشاطنا"، مشددا بذلك على البعد البيداغوجي الذي يكتسيه هذا المعرض، والذي يسمح لأطباء مختلف الحمامات المعدنية بالمشاركة في الندوات والأيام الإعلامية التي تنظم على هامش هذه التظاهرة، كما أشار إلى أن المبادرة تندرج في إطار التكوين المتواصل وتأهيل الإطارات، ذلك أن الوكالة تسعى إلى استغلال وتثمين المشاركة الجزائرية في معرض باريس، مؤكدا ضرورة الاستلهام من التوجهات المستجدة على الصعيد الدولي. وفي حديثه عن الحمامات المعدنية، أكد شاوي الأهمية الكبيرة التي يكتسيها هذا القطاع الذي يحضى بالأولوية بالنسبة للسلطات العمومية كونه مصدرا للثروات ولما له من أثر اجتماعي واقتصادي أكيد، مذكرا في هذا السياق بالإستراتيجية الوطنية التي ترمي إلى ترقية قطاع السياحة بما في ذلك سياحة الحمامات المعدنية، حيث أشار إلى اختيار عشرة محطات كأقطاب امتياز، الأمر الذي اعتبره "ميزة" لأنه سيسمح بتأهيل المرافق السياحية وجعلها تستجيب لمتطلبات الزبائن وللمقاييس الدولية في هذا المجال.