كشف حركة السلام الآن الإسرائيلية اليسارية عن توسع النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية عام 2008 بنسبة بلغت 60%، وأشار تقرير للحركة إلى أن المستوطنين استغلوا الحرب الأخيرة على قطاع غزة وقاموا بشق الطرق وتوسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية بشكل كبير. ويأتي نشر هذا التقرير قبيل وصول المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي سبق أن انتقد السياسة الاستيطانية بالأراضي المحتلة. وطبقا لمعطيات جمعتها الحركة اليسارية الإسرائيلية في زيارات ميدانية إضافة إلى صور التقطت من الجو، فإن عدد المستوطنين بلغ 258 ألفا، في حين بلغ عدد المباني الجديدة المشيدة العام الماضي 1500، مقارنة ب800 مبنى عام 2007. ويشير التقرير إلى أن 261 وحدة سكنية بنيت في البؤر الاستيطانية العشوائية في عام 2008، مقارنة ب98 وحدة العام الذي سبقه، كما أوضحت حركة السلام الآن أن 61% من الأبنية المشيدة حديثا أُقيمت غربي الجدار الفاصل. ويضيف أن المستوطنين استغلوا الحرب على غزة من أجل شق طرق جديد في الضفة الغربية تمهيدا للتوسع الاستيطاني، مشيرا إلى أن أيا من البؤر الاستيطانية العشوائية لم يتم إخلاؤها عام 2008. وينتقد التقرير الحكومة الإسرائيلية التي أعلنت تجميد التوسع الاستيطاني، إلا أنها لم تسع لفرض ذلك على أرض الواقع، بل واصلت عمليات البناء. كما يؤكد أنه رغم تعهدات الحكومة بعدم مصادرة أراض جديدة، فإنها صادرت مساحات شاسعة من الأراضي تحت عدة مسميات ونقلها لملكية الدولة. وكانت السلطات الإسرائيلية صادقت عام 2008 على بناء مئات من الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنات الواقعة غرب الجدار، خاصة تلك المحيطة بالقدس، مثل معاليه أدوميم، وجفعات زئيف، وأرئيل. وتركزت مشاريع البناء الكبيرة في مستوطنة "موديعين عيليت" (35 مبنى جديدا)، ومستوطنة "بيت أرييه" (27) ومستوطنة "معليه شومرون" (19)، و"بيتار عيليت" (18)، و"ألفي منشيه" (16)، و"معاليه أدوميم" (13)، و"أفرات" (15). وأقيمت أحياء المباني المتنقلة الكبيرة في مستوطنة "عوفرا" (21)، و"كريات أربع" (19)، ومستوطنة "شيلا" (12). وفي سياق متصل هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية أمس شقة سكنية تعود لفلسطيني في حي وادي قدوم في قرية سلوان شرقي القدس. وقالت مصادر فلسطينية في القدس إن السلطات الإسرائيلية هدمت المنزل للمرة الثانية بحجة عدم الترخيص. وكانت السلطات الإسرائيلية اقتحمت القرية في وقت سابق اليوم، وفرضت طوقا أمنيا شاملا على المنطقة وبدأت الجرافات العسكرية بهدمها. وحاول فلسطينيون من سكان المنطقة صد الجرافات الإسرائيلية ومنعها من هدم المنازل، إلا أن الشرطة الإسرائيلية منعتهم من الاقتراب من المكان. ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تتبع سياسة هدم المنازل ومصادرة الأراضي في القدس لاستكمال مخططها لتهويد المدينة وتهجير سكانها الفلسطينيين.