قال جهاز الإحصاء الفلسطيني إن عدد المستوطنين في الضفة الغربية تجاوز النصف مليون، موزعين في 440 موقعا استيطاني، لافتا إلى أن أكثر المستوطنات تتركز في محافظة القدس. وأشار الإحصاء الفلسطيني في تقريره السنوي إلى أن عدد المواقع الاستيطانية في الضفة الغربية في نهاية العام 2008 قد بلغ 440 موقعا، منها 144 مستوطنة و96 بؤرة داخل حدود المستوطنات، و109 بؤر خارج حدود المستوطنات و43 موقعا مصنفاً على أنه موقع آخر، و48 قاعدة عسكرية. وبين التقرير أن التقديرات تشير إلى أن عدد المستعمرين بالضفة بلغ في نهاية العام 2008 (500.670) مستعمرا، مقارنة ب483.453 مستعمرا في نهاية العام 2007، أي بنسبة نمو مقدارها 3.56%. وأشار تقرير الإحصاء إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية قد تضاعف أكثر من أربعين مرة خلال السنوات 1972-2008. موضحا أن عدد اليهود في أرض فلسطين التاريخية وبقية الأراضي العربية المحتلة تضاعف بمقدار مرتين تقريبا خلال نفس الفترة. وأوضحت البيانات أن معظم المستعمرين يتركزون في محافظة القدس في 26 مستوطنة مختلفة، حيث بلغت نسبتهم حوالي 52% من مجموع المستعمرين في الضفة الغربية بواقع 261.885 مستعمرا، منهم 198.458 مستعمرا، في منطقة القدس J1، وهي ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967. وأشارت البيانات إلى أن نسبة المساحة التي يحظر على الفلسطينيين الوصول إليها تشكل 38.3% من مجموع مساحة الضفة الغربية في العام 2007، وأن مساحة الأراضي المبنية في مختلف المواقع الاستيطانية قد بلغت 235.209 ألف متر مربع نهاية العام 2006. ولفتت إلى أن حوالي 88% من مجموع المستوطنين يعيشون في 45 مستعمرة حضرية، وإلى وجود 99 مستوطنة ريفية بالضفة الغربية وأن عدد سكانها بلغ 60.173 في نهاية العام 2008، "وأن الأيديولوجية الدينية هي السائدة في المستوطنات الريفية. وفي تعليقه على التقرير قال عبد الهادي حنتش خبير الاستيطان وعضو اللجنة الفلسطينية للدفاع عن الأراضي إن إسرائيل تعمل على تقسيم الضفة الغربية إلى ثماني كنتونات فلسطينية معزولة عن بعضها البعض لا يربطها إلا نفق أو شارع التفافي يتحكم فيه الإسرائيليون بأي وقت، مشيرا إلى أن إسرائيل تطوق الضفة الغربية بست كتل استيطانية في الأغوار الفلسطينية وفي وسط الضفة وجنوبها أيضا، وفي مدينة القدس، لتمزيق الضفة الغربية وتفتيها. وشدد حنتش على أنه في ظل هذه المخططات الإسرائيلية لم يتبق أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية في ظل هذا التوسع الاستيطاني غير المسبوق. وقال إن آخر عوامل إحباط إقامة هذه الدولة هو ما حدث في الآونة الأخيرة عندما صادر الاحتلال 139 ألف دونم -الدونم (1000 متر مربع)- تبدأ من الحدود شمال الأغوار الفلسطينية وتنتهي بجنوب الضفة في وسط بلدة سعير بمدينة الخليل. وأكد حنتش أن الزيادة الطبيعية للمستوطنين هي 2.8% وأن إسرائيل تعمل على مضاعفة الرقم وذلك بتوسيع عدد الوحدات الاستيطانية وزيادتها، فإذا كان هناك احتياج لألفي وحدة استيطانية إسرائيل تبني أربعة آلاف. وأضاف أن إسرائيل تقوم بجلب مستوطنين من داخل المدن الإسرائيلية ومن المدن الفلسطينيةالمحتلة عام 1948، لتقول للعالم إن هناك زيادة طبيعية تتجاوز الرقم الذي يتحدثون عنه على أساس أن يكون هناك سرقة للأراضي الفلسطينية، في محاولة منها لفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض ببناء مستوطنات جديدة، وتوسيع مستعمرات قائمة وعمل بنية تحتية لها حسب الخطط الإسرائيلية. الوكالات