أعلن راشد العريمي، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب فوز الروائي الأديب المصري جمال الغيطاني بجائزة الشيخ زايد في الآداب للدورة الثالثة 2009 عن رواية "رن" وهو الدفتر السادس من دفاتر التدوين كما أعلن عن حجب الجائزة في فرع أدب الطفل. وعن حيثيات فوز رواية "رن" علّق العريمي قائلاً "توفر النص على كفاءة سردية متميزة، فالصياغة في دفتر رن متدفقة متوخية الدقة مستعملة تركيبات تلائم الأبعاد الروحية المهيمنة على النص وتحاول الارتقاء بالمحسوس والمعيشي إلى صعيد روحي يتخلص من الظرفي والعابر ليقبض على ماهو متخط للزمني والتاريخي". ويذكر أن كتاب "رن" يروي رحلة الكاتب عبر الذاكرة إلى مصر القديمة عبر سبره في أساطيرها وتراثها المنسي، والرحلة الروحية تتوازى مع رحلة واقعية يقوم بها الكاتب منطلقاً من هضبة الهرم باتجاه جنوب مصر، لا يحمل معه إلا تهويماته التي يحملها عن أماكن بعينها لم يزرها وأشخاص لم يلتق بهم، لكنه يحاول تخليقهم من خلال الاسم ومن هنا جاء العنوان "الرن" من الكلمة الشعبية "شنة ورنة"، حيث الشنة هي الاسم والرنة ماهيته أو كينونته. وساهم الغيطاني في إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة جادة حيث كتب الغيطاني عشرات من القصص القصيرة والروايات منها "محكمة الأيام" (1966)، "حكايات موظف كبير جدا" (1965). كما صدر أول كتاب له عام 1969 بعنوان "أوراق شاب عاش منذ ألف عام" تتضمن خمس قصص قصيرة بالإضافة إلى ترجمته للعديد من مؤلفاته إلى الألمانية والفرنسية. وحصل الروائي صاحب "الخبيئة "جمال الغيطاني على عدة جوائز وأوسمة عربية وعالمية منها جائزة سلطان العويس عام 1997، ووسام الاستحقاق الفرنسي من رتبة فارس، عام 1987، وجائزة لورباتليون لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته "التجليات" عام 2005 بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية للأدب (مصر) عام 2007 والتي رشحته لها جامعة سوهاج. وبالنسبة لحجب الجائزة في فرع أدب الطفل قال العريمي "بما أن أدب الطفل يمثل ركيزة أساسية في تشكيل عقلية الناشئ وتنمية معارفهم وتعويدهم متعة القراءة والتذوق الجمالي، فان الجائزة انطلاقاً من حرصها على رفع مستوى الكتابات المرشحة وتحقيقها للأهداف المنشودة رأت أن الأعمال المقدمة هذا العام لم تستوف الشروط الضرورية مما أدى إلى حجبها". ويذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تأسست عام 2006 وهي جائزة مستقلة ومحايدة تبلغ القيمة الإجمالية لها سبعة ملايين درهم إمارتي وتنقسم إلى تسعة فروع تشمل التنمية وبناء الدولة، وأدب الطفل، وجائزة المؤلف الشاب، والترجمة، والآداب، والفنون، وأفضل تقنية في المجال الثقافي، والنشر والتوزيع وجائزة شخصية العام الثقافية وسيتم الإعلان عن الفائزين في الفروع السبعة الأخرى خلال الأسابيع القادمة، أما توزيع الجوائز فسيقام في حفل ضخم بتاريخ 18 مارس 2009 خلال معرض أبو ظبي الدولي للكتاب.