لاحديث داخل الأسر أو في الشارع عندنا هذه الأيام إلا عن أزمة ارتفاع الأسعار،فالجميع يتساءل إلى أين تمضي الأمور،والى متى يتحمل المواطنون البسطاء هذه الزيادات المتتالية ،التي كانت فيما مضى ترتبط أساسا باقتراب موعد الاحتفال بالمناسبات الدينية مثل شهر رمضان المعظم، المولد النبوي الشريف عاشوراء والعيدين ،لكن في الآونة الأخيرة أضحى الغلاء يطبع كل أيام السنة . أسعار "موحدة" بجميع الأسواق هذا وفي جولة استطلاعية قادتنا إلى عدد من أسواق العاصمة والتي بدأناها بسوق كلوزال وقفنا على حقيقة ارتفاع الأسعار بشكل ملفت للانتباه ،حيث تراوح سعر الكلغ الواحد من لحم الغنم إلى 850 دج والبقري إلى 700 دج و"البيفتاك " إلى950 دج للكلغ ،أما أسعار اللحوم البيضاء فقد عرفت هي الأخرى ارتفاعا خياليا إذ وصل سعر الكلغ الواحد من الدجاج إلى 320دج للكلغ الواحد بينما قفز سعر الكلغ الواحد من شرائح الديك الرومي إلى 780دج بعدما كان سعره لايتجاوز 550دج خلال الأشهر القليلة الماضية . ولعل أول ملاحظة سجلناها خلال نصف ساعة من التجوال داخل أرجاء هذا السوق أن محلات بيع اللحوم سواء الحمراء أو البيضاء شبه خالية من الزبائن وحتى تلك الخاصة باللحوم المجمدة التي اعتاد المواطن أن يجد فيها ضالته لاتعرف أي إقبال عليها بعد أن بلغ سعر الكلغ الواحد منها إلى 450 دج . وعلى مايبدو فإن نفس الملاحظة يتم تسجيلها على مستوى جميع أسواق العاصمة وكأن التجار اتفقوا جميعهم على توحيد الأسعار فلم يعد هناك سبيل للتنقل إلى أحد الأسواق المتواجدة بالأحياء الشعبية على غرار سوق باب الوادي أو باش جراح ،وان وجد هناك فارق فهو بسيط جدا غالبا مالا يتعدى ال 40دج ففي سوق حسين داي وصل سعر لحم الغنم إلى 850 دج والبقري 650دج ، ونفس الشيء بالنسبة لمعروضات قصابات بوزريعة ورايس حميدو ، وباب الوادي فيما لاحظنا أن السعر موحد بالنسبة لكل محلات بيع اللحوم البيضاء بمختلف أحياء العاصمة حيث يتراوح مابين 300 دج و320 دج هذا الارتفاع الخيالي في الأسعار والذي مس سوق اللحوم بصفة عامة يعود حسب العارفين بخبايا السوق إلى الأمطار التي تساقطت في الآونة الأخيرة والتي صاحبها انخفاض كبير في درجات الحرارة ،حيث عرف مربو الدواجن خلالها خسائر معتبرة أدت إلى انخفاض العرض ،ومع زيادة الطلب على اللحوم البيضاء في ظل غلاء اللحوم الحمراء صار لزاما على هؤلاء رفع السعر. التجار كعادتهم أرجعوا غلاء هاتين المادتين إلى ارتفاع أسعارها لدى باعة الجملة سواء في المذابح أوعند مربيي الدواجن.وفي هذا الإطار اتصلنا بأحد العاملين بالمذبح العمومي بالرويسو الذي أكد لنا أن سعر الكلغ الواحد من لحم الغنم يباع ب760 دج للكلغ ،و 650 دج بالنسبة للحم البقر. " الدجاج لن يعرف انخفاضا إلا بعد الربيع" ولمعرفة سبب الارتفاع المستمر في أسعار اللحوم البيضاء اتصلنا بأحد مربيي الدواجن بمنطقة تقزيرت الذي أكد لنا انه لن تعرف أسعار اللحوم البيضاء أي انخفاض ملموس إلا مع نهاية فصل الربيع وقد أرجع مصدرنا الأسباب إلى توقف العديد من مربيي الدواجن سواء بتيقزيرت، مرابو ، سيدي نعمان،وحتى بجاية والبليدة عن النشاط أمام ندرة وغلاء المواد الأساسية لتغذية الدواجن والتي بات يستحوذ عليها كبار الموالين لتسمين خرفانهم مما أدى إلى التهاب أسعار تغذية الدواجن بمختلف أنواعها فضلا على عدم تدخل الجهات المعنية لتنظيم السوق من الفوضى التي تميزه• حسب محدثنا ، فإن ارتفاع تكاليف الإنتاج دفعت بأغلب المربين إلى التوقف عن النشاط في حين لجأ آخرون إلى تغيير نشاطهم، مشيرا بأن غلاء أسعار تغذية الدواجن تسبب في إفلاس العديد من أصحاب المداجن ، بالإضافة إلى عامل آخر ساهم في توقف الكثير من المربين عن ممارسة هذا النشاط يضيف محدثنا وهو ضالة هامش الربح وغلاء أسعار الكتاكيت وهلاكها في فصل الشتاء الذي ميزته برودة كبيرة هذه السنة، ناهيك عن المتاعب التي تعرقل باستمرار نشاطهم • فيما يرجع الجزارون غلاء اللحوم الحمراء إلى ارتفاع أسعارها داخل المذابح وفي ذات السياق دائما أشار عامل بقصابة الرحمة بسوق الابيار أن أسعار اللحوم منذ منتصف السنة الماضية عرفت استقرارا ملحوظا حتى وان كانت مرتفعة إلا أنها لم تتغير ،ولم تعرف انخفاضا ولو بشكل نسبي حتى بعد مرور شهر رمضان و يعود السبب في ذلك إلى أن أسعار اللحوم الحمراء بالنسبة للحم الخروف أو البقر على حد سواء مرتفعة جدا حتى داخل المذابح العمومية، وهذا لندرة الماشية خاصة الخرفان، بعدما صار الموالون يرفضون بيع مواشيهم نظرا لتوفر الكلأ والمرعى بعد الأمطار الأخيرة التي مست جل مناطق الوطن، فالموال يضيف محدثنا دائما عندما تجود السماء بخيراتها فانه لايهمه إن باع هذه السنة أو السنة القادمة أو كما نقول بالعامية "بايع بايع" فلماذا العجلة إذن ؟ للإشارة فقط فانه على الرغم من أن أسعار الخضر تعرف استقرارا نسبيا بعدما بلغ بعضها مستويات قياسية في الأسابيع الماضية خاصة منها الطماطم التي وصلت إلى حد 120 و140 دج للكلغ الواحد نزل سعرها إلى 60 دج ،إلا انه وحسب ما استنتجناه من تعليقات المواطنين الذين لم يخفوا ثقل تكاليف القفة على عاتقهم ، فانه لامجال للحديث عن استقرار الأسعار. هذا وتراوحت أسعار الجزر والفول واللفت والبطاطا والبصل والشمندروالبسباس فتباع بأسعار مابين 35 و 50 دج، والسلطة ب 80 دج ونفس السعر بالنسبة للكوسة والقرنون أما الخضر الموسمية مثل الجلبانة ،الباذنجان والفلفل فتراوحت أسعارها مابين 110 دج و140دج أما أسعار الفواكه فيطبعها عموما الغلاء حيث لم ينزل سعر النوع الجيد من فاكهة الموسم البرتقال عن 120دج للكلغ ،أما النوع الصغير الحجم الموجه أساسا للعصير فيباع ب35 دج ،والموز ب110دج والتفاح ذي النوعية الجيدة إلى 160 دج