تنطلق غدا الحملة الانتخابية تحسبا للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها يوم 9 أفريل المقبل يتبارى خلالها ستة مترشحين هم عبد العزيز بوتفليقة، لويزة حنون، موسى تواتي، محمد جهيد يونسي،علي فوزي رباعين ومحمد السعيد تحت شعارات مختلفة، كما يكون المتنافسون على موعد مع مواطني الجهات الأربع من البلاد وأفراد الجالية الوطنية في الخارج على مدار 19 يوما كاملا يسعون خلالها لاستمالة أكبر عدد من أصوات الناخبين. تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة مرحلة أخرى بعد عملية سحب استمارات الترشح وإيداع الملف القانوني لدى المجلس الدستوري وإفصاح هذا الأخير عن القائمة النهائية للمترشحين يوم 6 مارس الجاري، حيث تعرف الجزائر غدا انطلاق الحملة الانتخابية متزامنة مع عيد النصر التاريخي يجوب خلالها المترشحون وممثلوهم مختلف ولايات الوطن ويعكس شعار عبد العزيز بوتفليقة الذي اختار عاصمة الأوراس باتنة لتدشين حملته وشرح برنامجه الانتخابي تبني خطاب الاستمرارية ، حيث فضل رفع شعار "جزائر آمنة وقوية" يوشحه اللون الأزرق الدال على التسامح والصفاء والأمل، مستندا في ذلك إلى حصيلته المنجزة في عشر سنوات خاصة في المجال الأمني والاقتصادي وانعكاساتهما على الجبهة الاجتماعية، إضافة إلى استمرار سياسة الإصلاحات التي أطلقها في كل الميادين منذ مجيئه إلى قصر المرادية في ربيع 1999. ومن المنتظر أن ينشط بوتفليقة الذي يدخل معترك الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة 20 تجمعا شعبيا ولقاءا جواريا، إضافة إلى قيام قادة التحالف الرئاسي بعدة تجمعات ، حيث تكون انطلاقة الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم من ولاية سعيدة وزعيم الأرندي من الطارف ورئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني من تبسة. أما المتنافسون الآخرون لسباق الرئاسيات فقد حملوا شعارات التغيير، حيث رفعت لويزة حنون التي تشارك في الرئاسيات للمرة الثانية على التوالي بعد 2004 شعار "السيادة الشعبية مناعة للسيادة الوطنية الكلمة للشعب" في حملتها التي تدخلها من ولاية سطيف وذلك على خلفية نظرتها الاقتصادية ورفضها لسياسة الخوصصة و "رأسملة" عديد من القطاعات بغالبية مالية أجنبية، وترى ذلك خطراً يهدد وحدة البلاد. فيما اختار المترشح رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي ولاية تبسة، حاملا شعار"من أجل التغيير والسلطة للشعب" الذي يحمل ألوان العلم الوطني الأحمر والأخضر والأبيض ويكرّس هذا الشعار، بحسب ما يقول المترشح، أدبيات الحزب وخطاباته التي تتضمن الدعوة المستمرة إلى تغيير العقليات التي تحكم الشارع السياسي والذهنيات التي تسيّر دواليب الحكم، من جهة، وإرجاع السلطة إلى الشعب من خلال احترام إرادة الناخبين وتقليص هامش تدخل الإدارة في عمل المنتخبين واحترام المؤسسات المنتخبة كالمجالس المحلية والبرلمان. أما علي فوزي رباعين المترشح عن حزب "عهد 54"، فرفع شعار "البديل والقطيعة" عنواناً لحملته الانتخابية، ويصف مقربون منه هذا الشعار بأنه يحمل الكثير من الدلالات المرتبطة بقناعات الحزب وتوجهاته، ويصف رباعين الذي يبدأ حملته من عاصمة الزيانيين تلمسان نفسه ب"مرشح الفقراء"، ويقول إن المرحلة تتطلب تحديد ماهية القطيعة إذ "يجب إحداث القطيعة مع الممارسات البالية ومع كل السلوكات التي تمسّ بمصداقية الدولة وكرامة الشعب"، ويقول إن كلمة «البديل» اختيرت لتكون مرافقة للقطيعة لما تحمله من الدعوة إلى اعتماد بديل سياسي يكرّس الحريات ويتكفل بانشغالات الجزائريين. ويترجم الشعار"التغيير الآن وليس غداً" الذي يرفعه محمد السعيد التعجيل بالتغيير، وهو اختار لنفسه اللون البرتقالي الذي يرمز حسبه إلى التفاؤل والأمل وعدم اليأس في التغيير، ويطرح محمد السعيد شعاره الذي انتقاه من برنامجه الانتخابي انطلاقاً من تصوراته السياسية في السابق ضمن حركة "الوفاء" غير المعتمدة، ويعتقد محمد السعيد الذي يدشن حملته من العاصمة أن الظرف مناسب أكثر من أي وقت مضى لإحداث التغيير من دون انتظار الآتي من المرحلة المقبلة. من جهته، رفع ممثل التيار الإسلامي الثاني في هذه الانتخابات جهيد يونسي شعار "فرصتكم للتغيير" لحملته الانتخابية التي يبدأها من ولاية البليدة، يقول جمال بن عبد السلام، مدير حملته، إن هذا الشعار ينطوي على قناعات بإمكان إحداث التغيير وكسر حاجز اليأس في نفوس الشعب الذي صنعته السياسات السابقة.