يوم 26 مارس القادم سيتقابل الفريق الوطني لكرة القدم مع نظيره الرواندي في العاصمة كيغالي، والمقابلة مصيرية للغاية بحيث ترسم مستقبل الجزائر في المشاركة في كأس العالم من جهة والبطولة الإفريقية من جهة أخرى. وبكل صراحة رغم تفاءل الكثير من الجزائريين بأن مشاركة الجزائر في كأس إفريقيا للأمم تكاد تكون مؤكدة، وأنه يتعين عليهم اللعب من أجل كأس العالم، فإن الشك يراودني كثيرا في عدم التأهل للبطولتين. حسب المدرب سعدان، الذي عودنا تاريخيا " على التحدث عن " الإرتفاع والجو " ، فإن الجو في كيغالي ملائم تماما لطبيعة الجزائريين، وأنه عازم كل العزم على العودة بنتيجة مفرحة. الفريق الوطني الأول لم يقم بمشاركة مشرفة منذ سنوات طوال، إذا استثنينا فوزه بالكأس الإفريقية عام 1990 .. ويوم أول أمس حدثت مفاجأة بالنسبة للجزائريين وهي فوز الفريق الوطني لكرة القدم دون سن ال 17 سنة في مقابلتين وتأهله لكأس العالم في هذا الصنف. إذا كان الشباب دون سن ال 17 بإمكانهم تحقيق حلم الجزائريين، فلماذا لا نستغن عن فرق الكبار ونحتفظ بفريق الصغار ؟ لماذا لا نجرّب حظنا مع الأشبال الذين هم دون سن 17 ؟ أشبال مليؤون بالحيوية والنشاط ، وطموحون نحو المستقبل ، لا يفكرون تفكيريا ماديا ، لا يركزون على الهوامش إنهم يركزون على اللعبة. ومقابل هذا لماذا لا يتنازل السياسيون أيضا عن المشعل ويسلمونه للأشبال ؟ لماذا لا نجرب حظنا مع حكومة يكون متوسط عمر وزرائها 17 سنة ؟ قد تكون المعجزة .. التاريخ مليئ بالحكايات والقصص وحتى الأساطير التي صنع ملحمتها أبطال في سن ال 17 . الحملة الإنتخابية لرئاسيات 9 أفريل القادم، ركزت على فئة الشباب، سواء من حيث توجيه الخطاب إليهم مباشرة، أو يكون الخطاب عليهم، أو يتم تكليفهم من قبل المترشحين بتمثيلهم في التدخلات الإذاعية والتلفزيونية .. وإذا كان عنصر الشباب محوري في كل هذا .. فلماذا لا نتجرأ على تشكيل حكومة شابة لن يدخلها من تجاوز سن ال 17 ؟ وإذا نجحت هذه الفئة في تأهيل الجزائر لكأس العالم ، فمن يدري .. قد تنجح في تأهيل الجزائر للولوج في مصاف الدول القوية والمهيبة الجانب على الأقل في شمال إفريقيا .. في عام 1999 ، سوئل الرئيس بوتفليقة فيما إذا كان يعتمد على عنصر الشباب في تشكيل حكومته، رد عليهم بالقول أنه عندما كان وزيرا للشباب والرياضة عام 1963 ، كان في الملعب يشاهد مباراة في كرة القدم بين الفريق الوطني أكابر وفريق إفريقي، وانتهى الشوط الأول بالتعادل، فسوئل بوتفليقة عن الحل في نظره فقال لهم ابعدوا هذا الفريق وعوضوه بفريق الأشبال ، فقالوا له : أتريدونا أن نخسر ؟ صحيح أن الرئيس بوتفليقة كان واضحا .. إنه يريد حكومة لا تخسر .. وها هم شباب 17 سنة نجحوا وتأهلوا .. فهل يمكن تشكيل حكومة من هذه الفئة ؟