قامت فرقة "أقلام فيزيون" مؤخرا بإنتاج فلم وثائقي قصير عن أحد أعمدة ومؤسسي الكشافة الإسلامية الجزائرية رفقة محمد بوراس، البطل الشهيد حسان بلكيرد. وقد رصد معد هذا الفليم الصحفي "أمين حداد" أدق تفاصيل حياة الشهيد الذي له من المآثر الكثيرة ،والإرث المنبثق من حب الوطن والدفع بالقيم الوطنية المستوحات من الأصالة العربية الأمازيغية،والإسلام كدين لجميع الجزائرين. على طول26 دقيقة مدة الفلم أخذنا المخرج"إدريس قديدح" مع تحفة الصورة والصوة إلى أهم محطات الشهيد وأبرز رفقائه على غرار عبد الحميد بن باديس، البشير الإبراهيمي، العربي تبسي وغيرهم من الرجال الذين صنعوا مجد هذه الوطن المفدى، وجاء الهدف الأساسي لهذا العمل حسب المشرف العام للعمل "مراد بوزيدي"إلى إعادة الاعتبار لهذا الرجل العظيم الذين قامت فرنسا نظرا لما كان يشكله من خطر على كيانها بإصدار حكم الإعدام عليه وبأبشع الصور، إذ كان أحد شهداء التجارب النووية للإستدمار الغاشم في صحراءنا الغراء سنة 1957، وهذا الرجل يضيف المتحدث ببساطة هو العالم ،الأديب، المسرحي، والأب المثالي، فحارب البدع والفتن وكان يجول بين الأحياء والمساجد وحتى الحمامات لتعبئة الشعب وتذكيره بأن الجزائر هي وطنهم وأن فرنسا داست على كل القيم ودنست بلادنا الطاهر لأزيد من قرن فدعى إلى تحريرها بل تطهيرها من النصارى بدم مسلم فداء لله والوطن، وكان حسان إلى جانب الداعية أول من أسس فوج الحياة للكشافة الإسلامية الجزائرية بمدينة سطيف تربى على يده جيل من المجاهدين والمسبلين استشهد الأغلبية منهم في أرض الوغى،وهو أول من أدخل الكتاب العربي إلى مدينة سطيف داخل مكتبته والتي كانت مركز لتلاقي كبار الرجال الذين فجروا ثورة نوفمبر المجيدة،كما كان شاعر وملحن إذ هو من لحن الأغنية الثورية التي تهز مشاعرنا جميعا عند سماعها "من جبالنا طلع صوت الأحرار ينادينا للإستقلال" وهو من أسس أغنية "حيوا إفريقيا يا شباب" وأغنية " حيوا الشمال الإفريقي"،ويكفيه شرفا أيضا أنه أول من أدخل أب الفنون" المسرح" إلى مدينة عين الفوارة مؤلفا وممثلا وكانت كل مؤلفاته تتكلم عن الجزائر، قصد زرع الوعي لدى الشباب وتحضيرهم لما هو قادم من ثورة مجيدة، ولكن سرعان ما اكتشفت فرنسا أمره إذ كانت تسجنه بعد كل عمل أو خطبة أو أغنية ثورية أو مسرحية يؤلفا، إلى غاية أن قررت القيادة العامة الفرنسية بتنحيته من الوجود فزجت به إلى السجن وأقحمته رفقة من معه من أبناء الوطن الحبيبة في أشغال شاقة بصحراء رقان، ثم جعلته رفقة أزيد من 150 شهيد في قلب التجربة النووية ليستشهد بذلك العظيم مخلفا وراءه أرمدت من الأبطال الذين حرروا وطننا وجعلوا علمنا بنجمته وهلاله وبألوانه الثلاث الأببيض الأخضر والأحمر يرفرف فوق رؤوس الفرنسيين الذين خرجوا مخرج الذل من بلاد العزة والكرامة،ولم تكتفي فرنسا بتعذيبه وقتله بل قامت بمصادرة كل أعماله ولم تترك أي أثر مادي له ولم يستطع الباحثون من الحصول على بعض المعلومات الوثائقية إلى غاية 1997 تاريخ تسليم السلطات الفرنسية الممجدة لقانون الاستعمار والرافضة لأي اعتذار رسمي للجزائرين أول الوثائق الأرشيفية إلى المركز الوطني الجزائري للأرشيف، لكن الكثير منها لاتزال تحتكره ولم تسلمه. وقد قام بتعليق هذا العمل الإبداعي الصحفي المتألق"فاروق رايس" فبنبرته المؤثرة استطاع أن يضيف رونقا خاص لطابع العمل التاريخي،الذي ساهم في انجازه"جامعة فرحات عباس"، وبإعانة مادية من بلدية عين أرنات وبيت الشباب مولود فرعون. وللتذكير فإن نادي "أقلام فيزيون" يعتبر من بين النوادي النادرة في ولاية سطيف المتخصصة في الإنتاج السمعي البصري، وله عدة أعمال على غرار أول فيديو كليب شعبي "ناس عامر"،إنتاج الحصة الدورية "قعدة بلادي"، المسلسل الإذاعي "العنقاء والملثم". فيما ستشارك الفرقة بهذا العمل في إطار المسابقة الوطنية المنظمة من قبل بلدية سطيف تخليدا ليوم العلم رفقة عدة أعمال أخرى رصدت حياة ونظال أحد الشهداء الأبرار ويتعلق الأمر بكل من الشهيد البطل "الشيخ العيفة" وأحد المعدومين الخمس، في سهرة فنية وعلمية بهيجة بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف.