انتزعت الجمعية الثقافية "أقلام فيزيون" الجائزة الأولى في مسابقة الفيلم الوثائقي القصير التي نظمتها بلدية سطيف بمناسبة الاحتفالات المخلدة ليوم العلم، بعرضها فيلما حول حياة ونضال الشهيد "حسان بلكيرد" لمخرجه الزميل الصحفي إدريس قديدح، فيما عادت المرتبة الثانية للجمعية الثقافية لمدينة حمام قرقور بعرضها فيلما حول الشهيد "الشيخ العيفة" لصاحبه توفيق شربال. ست وعشرون دقيقة كانت كافية "لأقلام فيزيون" للعودة إلى سنوات الحقبة الاستعمارية وما عاناه الشعب الجزائري من ويلات عساكر وبوليس فرنسا بأوامر من جنرالاتها، في فيلم وثائقي قصير يسرد مسيرة وحياة أحد بواسل ولاية سطيف، عميد ومؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية رفقة محمد بوراس، البطل الشهيد حسان بلكيرد، الذي أراد من خلاله معد الفيلم الزميل الصحفي أمين حداد ومخرجه إدريس قديدح تقديم أدقّ تفاصيل حياته بالصورة وبتعليق زاد المشهد رونقا بصوت شجي للصحفي فاروق رايس يروي أهم محطات الشهيد النضالية وأبرز رفقائه على غرار العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي والعربي تبسي وغيرهم من الرجال الذين صنعوا مجد الوطن. وتخلل العرض مشاهد حية لمختلف الأنشطة التي كان يقوم بها الشهيد حسان بلكيرد إبان الفترة الاستعمارية لتحسيس الجزائريين بضرورة الكفاح والنضال، وكذا عبقريته التي أقلقت المستعمر، حيث كان الشهيد يتجول بين الأحياء والمساجد وحتى الحمامات لتعبئة الشعب وتذكيره بأن الجزائر هي وطنهم وأن فرنسا داست على كل القيم. حسان بلكيرد الشهيد، العالم، الأديب الموسيقي وكذا المسرحي هو أول من أدخل أب الفنون إلى مدينة سطيف ولازالت بعض من أعماله يتغنى بها جيل الاستقلال منها نشيد "حيوا الشمال الإفريقي"، كان محاربا على العديد من الجبهات، حارب المستعمر والفتن والبدع، ويعد أول من أسس فوج "الحياة" للكشافة الإسلامية الجزائرية بمدينة سطيف، بقي حسان بلكيرد يكافح إلى أن اكتشف أمره من قبل المستعمر الفرنسي وتم توفيقه، فزج به إلى السجن فحكم عليه بالأعمال الشاقة رفقة أزيد من 150 جزائريا بصحراء رقان، بقي بها إلى أن لقي حتفه بقلب الصحراء خلال التجربة النووية. يذكر أن نادي "أقلام فيزيون" بولاية سطيف، له العديد من الأعمال الفنية لا سيما المتعلقة بالإنتاج السمعي البصري، أهمها "ناس عامر"، والحصة الدورية "قعدة بلادي"، بالإضافة إلى المسلسل الإذاعي "العنقاء والملثم".