تماما كما توقعته وزارة الفلاحة بدأت أسعار الخضر هذه الأيام تعود إلى مستوياتها السابقة حيث عرفت انخفاضا نسبيا مقارنة مع الأسابيع الماضية، أين شهدت التهابا فاق كل التوقعات لاسيما فيما يتعلق بالمواد واسعة الاستهلاك مثل البطاطا التي وصل سعرها إلى حدود 100 دينار للكيلوغرام الواحد. هذا ما وقفنا عليه من خلا ل جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى عدد من أسواق العاصمة على غرار سوقي "كلوزال" و"باب الوادي" أين لاحظنا عدم وجود تفاوت كبير في الأسعار لا يزيد عن 10 دنانير خاصة فيما يخص الخضر فعلى سبيل المثال مادة البطاطا التي عرف سعرها تراجعا كبيرا مقارنة بالأسابيع الماضية ، وهو ما كان جليا من خلال اللوحات الموضحة لسعرها والتي كانت تشير إلى 50 دج للكيلوغرام، أما فيما يخص مادة الطماطم فقدر سعرها ب 90 دينار، لينخفض سعر الجلبانة إلى 80 دينارا وبلغ سعر البصل 60 دينار أما اللفت فقدر سعره ب 70 دينارا، في حين شهدت أسعار الفاصولياء والشوفلور 180 و 110 دينار على التوالي، أما منتوج الفول والجزر فقدر سعرهما ب 50 دينارا.وعن أسباب هذا الانخفاض الذي مس بالدرجة الأولى محصول البطاطا الواسعة الاستهلاك، أدلى التجار إلى صوت الأحرار أن السبب الرئيسي يعود إلى وفرة الإنتاج هذه الأيام، مؤكدين على أنها سوف تشهد انخفاضا في أسعارها خلال الأيام القادمة معللين ذلك إلى أن جني المحصول هو في بدايته فقط.وعن أسباب ارتفاع الأسعار فيما مضى فقد أعادها احد الباعة إلى المضاربين الذين يحكمون قبضتهم على سوق الخضر في البلاد، مستغلين فرصة في ذلك قلة المنتوج من جهة ونقص الرقابة من جهة أخرى.في حين حمل تاجر آخر المسؤولية للفلاح الذي يستفد من مزايا مسح الديون العالقة عليه دون أن يحظى المستهلك من الآثار الايجابية لهذه المزايا التي منحتها الدولة لدعم الإنتاج الفلاحي الوطني. ومن جهتهم أبدى المواطنون ارتياحا لهذا الانخفاض،بعد أن أرهقتهم الأسعار الجنونية للخضر خلال الأسابيع القليلة الماضية، أين بلغت مستويات قياسية لم تشهدها من قبل، وهو ما عبر عليه احد المواطنين الذين التقينا به بسوق كلوزال بقوله" ارتفاع سعر البطاطا جعلني اعزف عن اقتنائها لمدة فاقت الثلاثة أسابيع" مضيفا " نتمنى أن تبسط الجهات المعنية قبضتها على المضاربين الذين أصبحوا يتحكمون في الأسعار كيفما شاؤوا دون أن يراعوا القدرة الشرائية للمواطن المغلوب على أمره". مواطنة أخرى قالت لنا أن واقع الأسعار عندنا لا تحكمه لأية ضوابط بدليل أن الأسعار بين عشية وضحاها تشهد تقلبات، والشيء المؤكد أن هناك بارونات يتحكمون في حركية الأسعار التي لم يعد ارتفاعها مناسباتيا مثل شهر رمضان الذي يستغله التجار في رفع الأسعار، أو بسبب ما يصطلح عليه العرض والطلب،أو عدم وفرة المنتوج بل هو منطق الأيادي الخفية".حيث عبرت في هذا الخصوص عن أملها في انخفاض اكبر في الأسعار حتى يتمكن المواطن البسيط من توفير متطلبات أسرته الغذائية. للإشارة فان انخفاض الأسعار قد مس اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، ولكن بدرجة اقل حيث قدر سعر لحم الخروف 700 دينار بعد أن وصل إلى مستويات قياسية قبل بضعة أيام في حدود 850 دينار، ونفس الشأن بالنسبة للحم الدجاج الذي قدر سعره ب 250 دينار للكيلوغرام الواحد بعد أن كان في حدود 300 دينارا ليتراجع سعر مادة البيض إلى 10 دنانير للبيضة الواحدة بعد أن كان في حدود 12دينارا.