يطالبون بتعاونيات جهوية تتحمل الصدمات الموسمية للأسعار: توقعات باستقرار أسعار الخضر إلى غاية شهر رمضان .... اختلال السوق قد يبدأ من السكر عرفت أسعار الخضر والفواكه خلال هذه الأيام انخفاضا في الأسعار في أسواق الجملة والتجزئة بالعاصمة وبمختلف جهات الوطن، بسبب وفرة الإنتاج من جهة، وبسبب تعمد الفلاحين ووكلائهم من التجار بيع سلعهم ومنتوجاتهم الفلاحية بأثمان زهيدة تفاديا لتلفها مع ارتفاع حرارة الصيف، وتجنبا لخسائر كبيرة في الأرباح، إلى جانب تسجيل المواد الغذائية الأساسية لاستقرار في السوق قد لا يبقى على هذه الحال في الأيام القادمة، حيث بدأت تذبذبات السوق تظهر من الزيادة في سعر السكر. جولة قصيرة بين سوق الجملة للخضر والفواكه بالكاليتوس وبين محلات البيع بالجملة للمواد الغذائية بالجملة بمنطقة السمار وبعض أسواق التجزئة ومحلات المواد الغذائية مكنتنا من جس نبض المواطن حول الأسعار واستحسانه لهذا الانخفاض الملحوظ، حيث تمنى أن يدوم هذا الوضع إلى غاية شهر رمضان الكريم، حيث تشهد الكثير من أسعار المواد الأساسية ارتفاعا بفعل مضاربة التجار والاحتكار. البطاطا في أدنى مستوياتها ''16 دج'' ووفرة الطماطم تتسبب في تلف الأطنان بمحلات الجملة عرفت أسعار البطاطا انخفاضا ملموسا في الأسعار بفعل وفرة الإنتاج، حيث وصلت في الأيام الماضية إلى 5 دج في محلات البيع بالتجزئة، إلا أن قرار الحكومة الأخير والقاضي بشراء كميات من البطاطا من الفلاحين بسعر مرجعي 20 دج للكلغ الواحد، ما جعل أسعار البطاطا ترتفع نوعا ما، إلا أن تعطل العملية وعدم استفادة كل الفلاحين منها جعلهم يسارعون إلى بيع مخزونهم من البطاطا وبأقل الأسعار.. فيصل أحد تجار الخضر والفواكه بسوق الكاليتوس أخبرنا أن سعر البطاطا هذه اليوم يتراوح بين 12 و16 دج سعر الجملة. فيما لا تتجاوز 20 دج بأسواق التجزئة وأغلبها من منطقة عين الدفلى. فيما وصلت البطاطا المنتجة بالوادي مثلا إلى 10 دج في سوق الجملة نظرا لعدم صلاحيتها للتخزين بسبب المنطقة الرملية التي تزرع فيها فهي من النوع الطري وسريع التلف. أما الطماطم فشهدت أسعارها انخفاضا كبيرا بسبب وفرة الإنتاج، حيث بلغ سعر البيع بأسواق الجملة من 5 إلى 12 دينارا. فيما لا تتجاوز أسعارها سقف 15 دينارا في التجزئة ومن النوع الجيد. الفلاحون يطالبون بتعاونيات جهوية تتحمل صدمات السوق عوضا عنهم عبر مجموعة من الفلاحين التقتهم ''النهار'' بسوق الجملة بالكاليتوس عن تذمرهم من الحالة التي آلوا إليها بفعل تقلبات السوق في غياب آلية تضمن لهم على الأقل تفادي أكبر الخسائر في عملهم وتجاوز الصدمات الموسمية، حيث قال عمي محمد فلاح من منطقة متيجة ''نحن نبيع البطاطا والطماطم بالخسارة، بسعر القنطار الواحد من السماد يصل إلى 7500 دينار وسعر البذور ''الزريعة'' من 1200 إلى 1250 دينار للكلغ الواحد بالنسبة للبطاطا. أما الطماطم فإن وفرة الإنتاج أنزلت الأسعار إلى أدنى مستوياتها فنحن نبيع بسعر أقل بكثير من التكاليف والمصاريف، ضف إلى ذلك أن مصانع التصبير لا تطلب هذا النوع من الطماطم - يشير إلى طماطم من نوع عادي - وتفضل الطماطم الصناعية ذات الحجم الطويل وإذا أخذت منتوجنا فبأقل الأسعار، مضيفا بلغة التجربة والعارف بأنماط تسيير الفلاحة ''نحتاج إلى تعاونيات فلاحية جهوية مثل الدول المتقدمة كإسبانيا تعمل على مواجهة الصدمات في مكان الفلاح في حالة حدوثها وتعمل على توازن السوق، ففي مثل هذه الحالات يمكن لهذه التعاونيات -لوكانت موجودة- أن تشتري المنتوج من الفلاح بسعر مرجعي يتفادى به خسارة رأس المال ليواصل الإنتاج فيما تعمل التعاونية على إعادة بيعه والتحكم في السوق وأسعاره بطريقة لا تضر الفلاح ولا المستهلك''، فوفرة الإنتاج في الطماطم تتسبب في إتلاف القناطير منها في مخازن تجار الجملة. وينطبق الانخفاض في الأسعار على مختلف الخضر، فالبصل بنوعيه الأحمر والأبيض ب 7 إلى 9 دج في الجملة و15 دينارا بالتجزئة والفلفل بين 20 إلى 25 دج في الجملة، و40 دج بالتجزئة وسيستمر في الانخفاض حسب التاجر، وهو أمر عادي يعود إلى وفرة كبيرة للإنتاج هذه السنة. في حين تراوح سعر السلاطة بين 7 و14 دينارا حسب النوع في الجملة، و40 دينارا في التجزئة وكذا الجزر من 10 إلى 15 دينارا بالجملة و35 دج بالتجزئة. التفاح ب 15 دينارا والمواطنون يستحسنون هذا الانخفاض بلغت أسعار التفاح في سوق الجملة 15 دينارا للكيلوغرام من الإنتاج المحلي في البيع بالجملة. فيما لا يتعدى 25 دج في أسواق التجزئة ومن النوع الجيد والمتوسط لدرجة أنه تكسد في مخازن البيع بالجملة نظرا للوفرة والسعر المنخفض، بالإضافة إلى أن هذا النوع من التفاح لا يصلح للتخزين ولا للتصبير. أما العنب فتراوح سعره بين 55 الى 60 دينارا والموز من 60 الى 70 دينارا. فيما بلغت أسعار "الدلاع" والبطيخ 25 دج و100 دينار على التوالي. المواطنون من جهتهم، استبشروا بهذا الانخفاض المعتبر في الأسعار رغم توجه بعض الباعة المتجولين وفي الأسواق الجوارية إلى رفع هامش الربح أكثر من المقبول، نظرا لسعر البيع المنخفض في أسواق الجملة مما يؤدي الى رفع الأسعار، خالتي "خيرة" والتي التقيناها في سوق السمار بجوار محلات البيع بالجملة للمواد الغذائية، قالت : "الحمد لله على هذه الحال – الله يدومها – إلى رمضان نحن في هذه الأيام نشتري بعض الخضر وحتى الفواكه بأسعار زهيدة ، خاصة البطاطا والطماطم، لكن المشكل أن التجار يجهلون مع دخول شهر رمضان وهو شهر الرحمة ويشعلوا النار بالأسعار، الله يهديهم" . ومن جهته، اعتبر فيصل تاجر الخضر والفواكه بالجملة بالكاليتوس أن الأسعار سوف لن تتغير كثيرا في رمضان خاصة في الخضر، لأن العديد من الخضر الموسمية ستتزامن مع بداية شهر رمضان مثل: الطماطم ، الجزر ، السلطة وغيرها والتي ستكون -حسبه- موجودة بوفرة. المواد الغذائية الأساسية في استقرار وارتفاع الأسعار بدأ من السكر شهدت مختلف المواد الغذائية الأساسية -حسب تجار الجملة بالسمار- استقرار نسبيا في الأشهر الأخيرة، إلا أن السكر بدأ في الارتفاع خلال هذه الأيام، إذ انتقل سعره من 50 الى 65 دينارا للكلغ. فيما بلغ سعر القهوة بالجملة 480 دينارا بالجملة و140 دينارا لعلبة 125 غ بالتجزئة والزيت ب 720 دينار لصفيحة 5 لتر. ومن جهة أخرى تشهد أسعار بعض الفواكه المستهلكة بكثير في شهر رمضان غلاءً كبيرا في الأسعار، لا سيما التمر الذي تراوح سعره بين 250 و300 دينار وينتظر أن ترتفع أكثر -حسب التجار- خلال شهر رمضان نظرا لنقص المخزون من التمر. فيما وصلت أسعار الزبيب الى 400 دينار واللوز الى 550 دينارا والجوز إلى 900 دينار والمشمش المصبر إلى 450 دينارا، في الوقت الذي بلغت أسعار والجوز والكاوكاوعلى الوالي 900 و190 دينار.