الجزائر التي كانت البلد العربي الأول، الذي استخدم تكنولوجيا الإعلام والاتصال في بداية الثمانينيات من القرن الماضي ،أصبحت اليوم تتذيل الترتيب في هذه الرقعة الجغرافية من حيث استخدام شبكة "الأنتيرنت" ، وهو ما تضمنه التقرير الأخير للمكتب اللندني ّأوكسفورد بيزنس" ، الذي اقترح على الحكومة الجزائرية استخدام التكنولوجيا الرقمية المسماة "ويماكس" لتجاوز الصعوبات التي تقف حجر عثرة في وجه الجهود التي تبذلها السلطات العمومية الجزائرية. أكد تقرير المكتب اللندني ، أن مواجهة الصعوبات التي يواجهها المواطن الجزائري في الدخول إلى الشبكة العنكبوتية الدولية وتعزيز جهود الحكومة الجزائرية في هذا الإطار " يتطلب سن إطار تشريعي متكامل واقتناء رخصة تتعلق باستخدام التكنولوجية الرقمية المسماة "ويماكس" وتطوير خطوط اشتراك رقمية تماثلية ذات انسياب عالي". وبرأي خبراء هذا المكتب ، فإذا ما استغلت هذه التكنولوجيا كما يجب ، فإن ذلك ستمكن المستهلك من الدخول إلى الشبكة العنكبوتية بسهولة تامة دون الحاجة إلى الكوابل ، التي تعد الممر الإجباري حاليا لربط المستهلك بشبكة الأنتيرنت. وحسب هذا المكتب ، فصعوبة الولوج إلى شبكة الأنترنت، تأتي من استخدام الكابلات الهاتفية الأرضية ،في حين "ستمكن التكنولوجية الرقمية "ّويماكس" من إزالة هذه المشكلة نهائيا والذهاب مباشرة إلى الاتصالات الهاتفية بدون كوابل" . ونشير في هذا الإطار إلى أن هذه التكنولوجيا السالفة الذكر، موجودة ببلادنا لكنها في نطاق ضيق، ومن المنتظر أن تعرف هذه التكنولوجيا تعميما مهما في وقت لا؛ق بعد أن شرعت الحكومة مؤخرا في منح رخص للاستغلال لكن المؤسسات المستفيدة لم يتجاوز عددها ثلاثة مؤسسات، ثم أن شريط الاستغلال الممنوح لها لا يكفي لتحقيق النمو المرغوب فيه. وتعرف شبكة الأنترنت في بلادنا في الوقت الحاضر ازدحاما كبيرا ، خاصة بالمدن الكبرى ، التي يتطلب فيها من المستهلك أن ينتظر وقتا معتبرا، حتى يتمكن من الدخول إلى الشبكة الدولية ، في حين تعرف مناطق أخرى ذات الكثافة السكانية الضعيفة تزويدا عاديا. وحسب بعض الإحصائيات، فإن عدد المشتركين في شبكة التدفق العالي يبلغ حاليا 430.000 مستعمل من أصل 500.000 خط متوفر، لكن هذا الوضع مرشح للتطور ، خاصة وأن وزارة البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال شرعت منذ مدة في فصل "سياسة الأنترنت عن سياسة الاتصالات" ، وهي خطوة مهمة ستؤدي لا محالة إلى ترقية هذا القطاع ، ولم لا الاهتمام بمجال التصنيع. وحسب إحصائيات وزارة البريد وتكنولوجيا الإعلام والاتصال ،فإن شبكة الأنترنت بالجزائر ، لم تشهد نفس الانفجار الذي عرفه الهاتف المحمول ، الذي قفز عدد مستعمليه من 54000 مشترك سنة 2000 إلى 27 مليون مشترك سنة 2007 ، إذ أن عدد مقدمي الخدمات في شبكة الأنترنت ، لم يتجاوز حاليا 70 ممونا فقط، في حين لم يتعد عدد"ّمقاهي الأنترنت" 5000 مقهى، إلى جانب ربط حوالي 11000 مؤسسة دراسية بالشبكة، في حين يقدر عدد مستخدمي شبكة الأنترنت بالجزائر بحوالي 4 ملايين مستخدم . وحسب دراسة أعها برنامج الأممالمتحدة للتنمية ، فإن سبب تاخر العرض بالجزائر يعود لسببين وهما: يتمثل السبب الأول في ضعف كثافة انتشار الهاتف الثابت والسبب الثاني يعود لضعف استخدام تكنولوجيا الاتصال.