اليوم الخميس 15 ماي 2008 يصادف الذكرى الستين لنكبة فلسطين من سنة 1948، وهي الذكرى التي يعتبرها الصهاينة عيدا للاستقلال وقد خصصوا لها هذه السنة احتفالات مميزة ودعوا إلى حضورها عددا من رؤساء الدول ولعل من أول الحاضرين الرئيس الأمريكي بوش، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والحاضرون الغائبون بعض العرب الذين قالت وسائل الاعلام الاليكترونية أنهم أرسلوا برقيات تهنئة!. أما الجانب الفلسطيني فقد أحيا الذكرى باستعادة الماضي بما فيه من مآسي وآلام وجراح لا تزال تنزف إلى اليوم في المخيمات، في مواجهة الاحتلال، في عمليات الاعتقال المستمرة، في الحصار المضروب على الفلسطينيين في غزة، في معاناة الخيانات العربية وروح الانهزام والانقياد الكامل للولايات المتحدةالأمريكية• وفي يوم النكبة يراجع الفلسطينيون قوائم الشهداء الذين سقطوا على درب الكفاح المسلح وفي مواجهة الاستسلام وهي قائمة طويلة طول سنوات النكبة الستون، إلا أنها وبالقراءة المتأنية لها تبعث الأمل في المستقبل وتؤكد الايمان بالنصر لأن الأجيال من أبناء فلسطين من أبناء المخيمات من أبناء النكبة هم اليوم أكثر تمسكا بالأرض وهم اليوم أكثر إيمانا بالنصر، وهم اليوم الذين يسقطون كل يوم على أرض فلسطين ليحققوا العودة الآنية وليقيموا الدولة الفلسطينية ذات السيادة بعاصمتها القدس• إن الشعب الفلسطيني وهو يعاني ممارسات الاحتلال اللإنسانية، ويعاني الصمت الدولي، والانهزام العربي، ويعاني المفاوضات العقيمة لوهم اسمه "السلام" أكد بأنه أقوى من الجميع بالصمود والتضحية والإصرار على النصر، فكلما سقط شهيد رفع الراية شهيد، وكلما اعتقل مناضل أخذ مكانه في ساحة المواجهة مئات المناضلين، لا يأبهون بالتسميات التي تطلق عليهم، ارهابيون، خارجون عن القانون، معتدون، فتلك هي بدع القرن، وانتاج القوى الدولية التي تحاول اعادة ترتيب الخارطة السياسية للشرق الأوسط من منظور مصالحها الاستراتيجية ومن ضمن ذلك الدعم اللامحدود لدولة الصهاينة التي يحتفلون اليوم معها بيوم النكبة الفلسطينية والعربية والاسلامية• لم يعد الفلسطينيون ينتظرون قرارات جديدة للشرعية الدولية ولم يعودوا ينتظرون العودة إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة سنة 1967 وذلك أضعف الايمان لأن كل المبادرات سقطت والمبادرة العربية هي الأخرى أسقطت من بنودها حق العودة بطريقة غير مرئية قبل أن يسقط الصهاينة أنفسهم كل المبادرة ويردوا عليها بإهانات لكل العرب، ولا تزال أصوات من الجامعة العربية عبر أمينها العام تبعث بنوع من المسكنات للشعب الفلسطيني من خلال ممجوجة يصدرها عقب كل اجتماع سياحي بالقاهرة أو شرم الشيخ• الفلسطينيون اليوم حملوا قضيتهم بين أيديهم وهم مدركون بأن لا حل يأتي بالوكالة وأن لا سلام إلا عن طريق المقاومة والكفاح المسلح، لقد أدرك الرئيس محمود عباس في آخر لقاء له مع الرئيس الأمريكي أن كل السيناريوهات الأمريكية للسلام وسيلة للمزيد من التنازلات، فعاد إلى رام الله كما عاد الشهيد عرفات من كامب دافيد• ذكرى النكبة تذكير لإخوة السلاح بفلسطين التي ضاعت، بالقدس التي تهود، وبالمخيمات التي تنتظر العودة، تذكر الاخوة بأن قوتهم في مواجهة المحتل هي الواحدة ولا شيء غيرها من كل أسلحة المقاومة بقادر على دحر العدو• إنهم يحاولون إعادة التاريخ بالاحتفالات الكبرى في تل أبيب، ونسوا بأن ذلك لم يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة ما دامت أجيال قد عاشت حقد الاحتلال وآلامه، وما دامت أجيال من اليهود لم تعرف معنى الاستقرار• الحق الفلسطيني عائد والنصر آت والمستقبل يصنعه أبناء فلسطين الذين حملوا السلاح وحملوا الحجارة، وجلسوا في صالونات التفاوض، وهم دون شك عائدون إلى الساحة لاستكمال المسيرة حتى النصر والعودة فأجيال النكبة هم صناع النصر•