شدد أبو بكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية في كلمة ألقاها في أشغال المنتدى الثالث للأساتذة المبدعين في مجال الإعلام الآلي والاتصال على ضرورة العمل من أجل تغيير الذهنيات وتغيير الوضع الحالي بخصوص استعمال الإعلام الآلي داخل المؤسسات التربوية، وقال إن استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالنسبة للحكومة الجزائرية يكتسي بعدا هيكليا وهو ما جعلها ترصد كل الإمكانيات المالية والمادية، مبرزا أنه ومنذ الشروع في تطبيق إصلاح المنظومة التربوية بدأ القطاع في إدخال الإعلام الآلي في كل الأطوار التعليمية بدء بالطورين الثانوي والمتوسط. أضاف المسؤول الأول عن قطاع التربية أن الوزارة تضمن تعليم الإعلام الآلي كمادة قائمة بحد ذاتها، مضيفا أن قطاعه يوجد حاليا في مرحلة نشطة من مسار تعميم الإعلام الآلي في كل الأطوار، مشيرا إلى أن قطاع التربية قام في مرحلة أولية بتجهيز الثانويات بمخبر واحد للإعلام الآلي ليشرع اعتبارا من السنة الدراسة القادمة بتدعيم هذه الثانويات بمخبر ثاني من أجل تحسين مردودية هذه المادة في المؤسسات الثانوية وتوفير الأجهزة الخاصة بتعليمها بالعدد الذي يسمح لكل تلميذ استعمالها بالشكل المناسب والفعال، كما سيتم تجهيز كل مؤسسات التعليم المتوسط بمخبر للإعلام الآلي بداية من نهاية السنة الحالية تطبيقا لبرنامج الحكومة الذي يقضي وفقا للمخطط الخماسي الحالي بتعميم الإعلام الآلي في كل المستويات التعليمية، ومن المنتظر أن تستفيد مؤسسات التعليم الابتدائية بدورها خلال السنة القادمة من مخابر للإعلام الآلي، واعتبر الوزير في المقابل أن المشكل الذي يعيق تعميم الإعلام الآلي داخل المؤسسات التعليمية مرتبط بتكوين المكونين، وأعلن بالمناسبة أن وزارة التربية الوطنية بصدد إجراء محادثات مع اليونيسكو لشراء ليسانس "أي.سي.دي. أل" بهدف مطابقتها مع مسار التكوين الوطني الخاص بتكوين أساتذة الإعلام الآلي، وقال إن هذه الليسانس تعادل الرخصة الالكترونية في الإعلام الآلي التي أصبحت بالنسبة للأستاذ ضرورة ملحة. وبخصوص المنتدى الثالث للأساتذة المبدعين في مجال الإعلام الآلي والاتصال عبر بن بوزيد عن ارتياحه الكبير لما وصل إليه هؤلاء الأساتذة من مستوى عالي في الإبداع الذي سيخدم نوعية التعليم في الجزائر. وفي حديثه عن المركز الوطني لإدماج الابتكارات البيداغوجية وتنمية تكنولوجيات الإعلام الآلي والاتصال في التربية الذي أنشئ في 2 ديسمبر 2003 ذكر الوزير أن مهمته الأساسية تتمثل في تصور وتنفيذ برامج واستراتيجيات إدخال تكنوجيات الإعلام والاتصال في التربية الوطنية وتعميم استعمالها بالنظر إلى الإمكانيات المالية والمادية الموفرة من طرف الحكومة لهذا الغرض، مؤكدا أن المركز مجبر على مسايرة سياسة الحكومة في هذا الشأن خاصة فيما يتعلق بإعداد برامج تعليم تكنولوجيات الإعلام والاتصال في التربية في مختلف أطوار التعليم والتكوين والمساعدة عل تطبيقها إضافة إلى تكوين المكونين ونشر المحتويات العلمية المتعددة الوسائط والدعائم وكل تطبيقات الإعلام الآلي، وأشار بن بوزيد إلى أن المركز استفاد من دعم الدولة قبل ثلاثة سنوات، والمتمثل في 800 مليون دج بغرض إعداد أرضية عمل تمكن من ربط كل المؤسسات التربوية بنظامي الانترنيت والانترانت، معربا في المقابل عن أسفه بسبب عدم التزام المركز بالمهام الموكلة إليه في الآجال المحددة، وأن المشكل من وجهة نظره غير مرتبط بالمركز في حد ذاته بل ببطء الإجراءات الإدارية المطبقة، مؤكدا بالمناسبة بأنه أطلع الوزير الأول على هذا المشكل الذي يعيق التطبيق الحسن للإصلاحات على قطاع التربية الوطنية. وتجدر الإشارة إلى أن منتدى الأساتذة المبدعين هو عبارة عن مسابقة وطنية تعرض من خلالها مشاريع الإبداع المتعلقة باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في مجالات التربية والتعليم وهي مفتوحة لكل الأساتذة والمعلمين الممارسين في كل الأطوار التعليمية على تنوعها والمواد المدرسة على اختلافها، وقد تمكنت ثمانية مشاريع من بين 116 إنتاج مشارك في مسابقة هذه السنة من النجاح حيث كرم أصحابها بحصولهم على جوائز قيمة أشرف وزير التربية الوطنية على حفل تسليمها شخصيا، وعادت المرتبة الأولى للأستاذ حنفي الجيلالي من ولاية الشلف عن عمل إبداعي في مادة الرياضيات، علما بأن المشاريع الثلاثة الأولى ستشارك باسم الجزائر في المنتدى العربي للأساتذة المبدعين الذي يضم أرقى الانجازات في العالم العربي والذي ستحتضنه العاصمة الأردنية في سبتمبر المقبل.