أكد الأستاذ محمد كمال رزاق بارة مستشار برئاسة الجمهورية والرئيس السابق للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب للإتحاد الإفريقي أمس، خلال الندوة الوطنية الأولى حول حقوق الإنسان ومحو الأمية المنعقدة ببسكرة، أنه ورغم تراجع نسبة الأمية ب 10 بالمئة منذ 20 عاما فإنها لا تزال تشمل 785 مليون راشد و113 مليون طفل عبر العالم، ثلثاهما من البنات والنساء. وأمام أعضاء البرلمان والسلطات المحلية والولائية وأساتذة مختصين من جامعة محمد خيضر وممثلي المنظمات المدنية ومتمدرسي أقسام محو الأمية، قال بارة أنه أمام هذا الواقع المذهل أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الفترة ما بين 2003 و2012 عقدا لمحو الأمية الهادف إلى خفض عدد الأميين خاصة النساء وإنشاء بيئات متعلمة وفعالة وإحراز تحسن ملموس في نوعية حياة الأشخاص الذين يشاركون في برامج محو الأمية، معتبرا أن جميع دول الأممالمتحدة معنية بتفعيله، مضيفا أن تسطير البرامج يتفاوت في اقتصاديات كل دولة. وفيما يخص الجزائر التي يوجد بها حوالي 6 مليون أمي قال رزاق بارة "لا بد من التذكير أن نسبة الأمية لدى الشعب الجزائري عشية 1830 كانت لا تتجاوز 14 بالمئة، لترتفع إبان الليل الاستعماري وتشمل 85 بالمئة من السكان عشية 1962"، مشيرا أن المجهودات الجبارة التي قدمتها الدولة بعد الاستقلال في مجال التعليم للجميع انخفضت هذه النسبة إلى 50.4 بالمئة سنة 1987، لتصل إلى 21 بالمئة حاليا، وهي الأقرب إلى المعدل العالمي المقدر ب 19 بالمئة. وأضاف في سياق متصل أن الدولة الجزائر اعتمدت في مطلع عام 2007 في إطار عقد الأممالمتحدة من أجل محو الأمية إستراتيجية للقضاء نهائيا على الأمية بحلول 2016 ورصدت لها الموارد الكافية وأشركت في تفعيلها منظمات المجتمع المدني التي من بينها جمعية "اقرأ" التي تتمتع بتجربة معتبرة في هذا المجال. وأكد أن التربية والتعليم والقضاء على الأمية لدى الجميع نساء ورجالا، كبارا وصغارا علاوة على كونها حقوقا من حقوق الإنسان فهي مناط القضاء على الفقر وتحقيق المساواة بين الجنسين وتامين التنمية المستديمة وتوفير الحرية لجميع الناس من ظلام الجهل ومفتاح التمتع بكثير من حقوق الإنسان الأخرى. وأشار أن مفهوم محو الأمية قد تغير مع الزمن بعد أن كان يشمل اكتساب مهارات القراءة والكتابة لدى الكبار اتسع ليشمل اكتساب أنواعا كثيرة من المهارات لا تقتصر على الكتابة والقراءة فقط بل تتعداها إلى المهارات التي تفيد في أسواق العمل والمجتمعات القائمة على المعرفة، كالمهارات التكنولوجية والمعلوماتية ووسائل الإعلام والبصريات والعلوم وغيرها من المجالات التي يحتاجها الناس من أجل تنمية قدراتهم والعيش بكرامة والمساهمة بفعالية في عملية تحسين نوعية حياتهم. واعتبرت الأستاذة بغدادي ترعي فتيحة في مداخلة خلال هذا الملتقى المنظم من طرف المندوبية الجهوية للجنوب الشرقي للجنة الوطنية الاستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان أن حقوق الإنسان للمرأة تشكل جزءا متكاملا من حقوق الإنسان العالمية لا تقبل التصرف ولا التجزئة وإن مشاركة المرأة مشاركة كاملة ومتكافئة في الحياة السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي والقضاء على جميع أشكال التمييز على أساس الجنس هم من الأهداف ذات الأولوية التي يشهدها المجتمع الدولي ذالك ما أوصى به المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان المنعقد سنة 1993 بفينا. من جهته قال الأمين العام للجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان الجهة المنظمة لهذه الندوة بالتعاون مع ملحقة ديوان محو الأمية وتعليم الكبار ببسكرة وجمعية محو الأمية، أن محو الأمية وحقوق الإنسان يندرجان ضمن الحق في التعليم والمعرفة وان بعض الدراسات تشير أن نسبة الأمية بالجزائر تقدر ب 24.6 بالمئة مما استدعى الدولة جعل ملف الأمية من الأولويات ووفرت لها كل الشروط لإيجاد الحلول الدائمة من خلال محاربة التسرب المدرسي وتحسين وترقية نوعية التعليم وتوفيره وزيادة قدرة المتعلمين