أكد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حميد بصالح، أمس، أن التنسيق بين بلدان منطقة المغرب العربي يمكن أن يكون له "تأثير إيجابي" على تطوير تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالمنطقة، مشيرا إلى أنه ينبغي تطوير الخط المشترك ذي السرعة الفائقة عبر الانترنات قبل التوجه مباشرة نحو الجيل الرابع خلال السنتين المقبلتين، مضيفا من جهة أخرى أن الخلاف بين اتصالات الجزائر ومؤسسة إيباد لم يحل بعد. قال وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حميد بصالح لدى افتتاح لقاء حول تجارب بلدان المغرب العربي في مجال تطوير الثقافة الرقمية، أنه "توجد بكل بلد من بلدان المغرب العربي برامج ومخططات إستراتيجية يجري تنفيذها ومن ثمة أهمية تبادل الخبرات والمعلومات بين مختلف الأطراف"، مؤكدا أنه لهذا الغرض يجتمع خبراء من بلدان المغرب العربي على مدار يومين لمناقشة الثقافة الرقمية وتطوير تكنولوجيات الإعلام والاتصال واستعمالها. كما أردف الوزير يقول أن الأمر يتعلق ب"اجتماع تنسيقي حول استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال ببلدان المغرب العربي الهدف منه التطرق إلى مدى تقدم استعمال هذه التكنولوجيات بكل بلد من هذه البلدان والتطرق أيضا الى احتمال إقامة تنسيق بينها". وبهذه المناسبة، أشار بصالح إلى أن الجزائر تطمح إلى توسيع وتطوير هذه التكنولوجيات من خلال برنامج تعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في أفق 2013 "الجزائر الالكترونية 2013"، مضيفا أن "هذا البرنامج يمس كل القطاعات ويهدف الى الارتقاء ببلدنا الى مصف البلدان المتطورة في مجال تكنولوجيات الإعلام والمعرفة"، كما أكد أن الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أعطت نتائج "ايجابية" لاسيما في مجال الهاتف النقال الذي بلغت نسبة استعماله 82 بالمائة مما يمثل 28 مليون مشترك. وفي نفس السياق، أكد الوزير أن الجيل الثالث من الهاتف المحمول ليس "أولوية" بالنسبة للجزائر على عكس تطوير الإنترنت عبر الخط المشترك الرقمي ذي السرعة الفائقة"، مشيرا من جهة أخرى أن ملف الخلاف بين مؤسسة التعليم المهني عن بعد "إيباد" واتصالات الجزائر ما يزال مفتوحا. وعلى هامش اللقاء حول تجارب بلدان المغرب العربي في مجال تطوير الثقافة الرقمية، قال بصالح إن "أولويتنا اليوم تتجه نحو الإنترنت عبر الهاتف الثابت لاسيما الخط المشترك الرقمي ذي السرعة الفائقة الذي يمكن تدعيمه من خلال الويماكس على وجه الخصوص"، مشيرا في هذا الشأن إلى أن نسبة الدخول إلى الإنترنت تبقى ضعيفة إذ تتراوح بين 10 إلى 12 بالمائة فقط، كما أوضح أن الجيل الثالث يتطلب "استثمارات كبيرة وستكون كلفته بالنسبة للمواطن باهضة"، معتبرا في هذا الصدد أنه ينبغي تطوير الخط المشترك ذي السرعة الفائقة قبل التوجه مباشرة نحو الجيل الرابع وستكون هذه التكنولوجية عملية خلال السنتين المقبلتين. وفي سؤال حول الخلاف المالي القائم بين إيباد واتصالات الجزائر المتعلق بعدم تسديد ديون المؤسسة المانحة لخدمات الإنترنت "إيباد"، قال الوزير أن الملف "ما يزال مفتوحا"، مؤكدا أن هذه الأخيرة لم تسدد بعد مستحقاتها وأن الملف يدرس من طرف لجنة من الوزارة للتوصل إلى حلول"، مشيرا إلى أنه طلب من اتصالات الجزائر مواصلة المفاوضات ودراسة كل الاحتمالات لحل المشكل، وكانت اتصالات الجزائر قد حددت لإيباد تاريخ 26 ماي الماضي كأجل أقصى لتسديد متسحقاتها مهددة بالوقف النهائي لتموينها الخدمة، بيد أن الوزير أكد أن وقف التموين لم يتم حرصا على "عدم معاقبة المشتركين".