أكد وزير البريد وتكنولوجيات الاتصال والإعلام حميد بصالح أمس، أن مصالحه بذلت جهودا حثيثة من أجل جمع مؤسسة إيباد واتصالات الجزائر حول طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أنه تم تقديم مقترحات من كلا الطرفين لتسوية هذا الملف في اقرب الآجال، كما أعلن بصالح أن عدد المستفيدين من الخط المشترك الرقمي بسرعة فائقة سيبلغ مليون و200 ألف قبل نهاية سنة 2009. صرح حميد بصالح لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة أن الجزائر لازالت بعيدة عن تحقيق أهدافها وطموحاتها بخصوص تكنولوجيات الإعلام والاتصال، مشيرا إلى أن هدفها الرئيسي يكمن في إنشاء منشأة قاعدية ذات السرعة الفائقة، وذلك من اجل بلوغ رقم 6 ملايين مشترك في المدى القريب. وفي هذا الإطار أكد الوزير أنه سيتم تسجيل مليون و200 ألف مستفيد من الخط المشترك الرقمي بسرعة فائقة قبل نهاية سنة 2009، وذلك بزيادة تصل إلى 700 ألف مستفيد جديد بعد أن كانت في حدود 500 ألف مشترك فقط، حيث ذكّر بصالح بمخطط عمل الحكومة المتعلق بتطوير الحكومة الالكترونية والهياكل القاعدية ذات السرعة الفائقة، مشيرا إلى أن القطاع باشر عمله باعتماد بعض المعطيات والمتمثلة في 10 بالمائة من إدخال تكنولوجيات الإعلام والاتصال و2.5 بالمائة من السرعة الفائقة، فيما يتمثل الهدف الطموح للقطاع في تحقيق 20 أو 30 بالمائة من المستفيدين من هذا الخط المشترك ذي السرعة الفائقة قبل سنة 2013. ولبلوغ هذا الهدف أكد السيد بصالح أنه سيتم اعتماد الوسائل الضرورية للحكامة الرشيدة والتنمية الاقتصادية، إضافة إلى تطوير الموارد البشرية، حيث أعرب عن اقتناعه بأن تنفيذ كل هذه الأعمال سيسمح بتحقيق الأهداف المسطرة وذلك من خلال تطوير الهياكل القاعدية ذات السرعة الفائقة وكذا بتكوين الموارد البشرية، كما اعتبر الوزير أن ترقية تكنولوجيات الإعلام والاتصال يتطلب إنعاش شبكة الانترنيت، موضحا أن متعاملين قلائل جدا من ضمن ال 73 ممون بخدمة الانترنيت ينشطون حاليا، مشيرا إلى أن قطاعه يعمل مع اتصالات الجزائر ومتعامليها من أجل إعداد قانون خاص بالتسعيرة، حيث سيتم التوقيع في الأيام القادمة على اتفاق بين اتصالات الجزائر ومانحي الدخول للاستفادة من الخدمات ذات القيمة المضافة. وفيما يخص مؤسسة التعليم المهني عن بعد »إيباد« أوضح بصالح أن الوزارة بذلت منذ أشهر جهودا من أجل الجمع بين مختلف الأطراف حول طاولة المناقشات، كما تم تقديم مقترحات من كلا الطرفين، مؤكدا أن هذا الملف ذو الطابع التجار يبقى مفتوحا كما أن المؤسسة لم تختف بعد، إلا أنه شدد على بذل الجهود الضرورية لإيجاد حل لهذا المشكل من قبل كل الأطراف والمطالبة بتحمل مسؤولياتها حيال زبائنها وأجرائها. وعن سؤال حول إكتظاظ شبكة الهاتف الثابت أكد وزير القطاع أن هذا المشكل ليس مطروحا بالنظر إلى أكثر من 50 بالمائة من تجهيزات الهاتف غير مستعملة، موضحا أن الأمر يتعلق بمشاكل تكنولوجية وتسييرية محضة. وفيما يخص جانب التسيير أكد بصالح على ضرورة تعزيز جلسات اتصالات الجزائر في مجال امتلاك القدرات التسييرية قصد الحصول على مسييرين ذو مستوى عالي من اجل جعلها مؤسسة حقيقية ذات مستوى عالمي، مشيرا إلى أن فتح رأسمال اتصالات الجزائر ليس مطروحا في الوقت الراهن وأن الأولوية ستمنح لاكتساب المهارة في مجال التسيير. وفي سياق آخر أعلن وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال خلال ندوة صحفية عقدها عقب أشغال ورشة نظمتها الوزارة حول أهمية الشروع في تجسيد برتوكول »أي ب ف 6 « أن قطاعه بصدد إعداد مخطط وطني لتجسيد بروتوكول جديد في مجال توسيع وتعميم استعمال شبكة الانترنيت »أي ب ف 6« خلال السنتين المقبلتين، موضحا أن هذا البرتوكول الجديد يندرج ضمن برنامج عمل الحكومة لبناء مجتمع المعلومات الرقمية وإرساء البنية التحتية للاتصالات ذات الدفع العالي في العمليات المستعجلة وتحسين تسيير الدخول في شبكة الانترنيت، سيما وأن »أي بي ف 4« سيختفي في غضون 2011، وهذا ما يستدعي حتمية التوجه نحو تعميم استخدام البرتوكول الجديد. وقال الوزير أن هذا الإجراء يهدف إلى إعطاء مرونة أكثر في مجال استعمال شبكة الانترنيت وضمان الأمن وتدارك النقائص المسجلة في استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال لحد الآن، كما يعد فرصة لتوفير خدمات سريعة لفائدة الزبائن في مختلف المجالات لاسيما في الإدارة الالكترونية، مذكرا بأن الإدارة توفر حاليا في إطار شبكة الانترنيت 400 خدمة لفائدة المعنيين.