نوه وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز، أمس، بالأهمية التي يمثلها تفهم قطاعي الإعلام والقضاء بالتزامات الآخر في سبيل تعزيز التكامل بين مهام القطاعين، معلنا في السياق ذاته أن القانون يسمح لقاضي النيابة إبلاغ الرأي العام بمعطيات خاصة بالقطاع عن طريق الإعلام. قال وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز في كلمة ألقاها لدى افتتاحه لأشغال الاجتماع الرابع عشر للمجموعة الإفريقية للاتحاد الدولي للقضاة بمقر المحكمة العليا، إنه على الإعلام والقضاء إيجاد وسيلة للتنسيق والتفاهم من أجل العمل سويا على البحث عن الحقيقة، مضيفا أن قطاعي الإعلام والقضاء متكاملان في مهامهما وبالتالي وجب عليهما العمل معا باحترام كل قطاع لالتزامات الطرف الآخر لأن كلا القطاعين يؤثران مباشرة على حياة الأشخاص. وفي هذا السياق، أشار الوزير إلى ما أسماه "التجاذب والتقاطع" بين الصحافة وحرية التعبير من جهة والحماية المقررة لحياة الأفراد الخاصة وما لذلك من تأثير على مبدأ قرينة البراءة وسير المحاكمة من جهة أخرى، مضيفا أن اجتماع أمس، الذي اختار موضوع العلاقة بين الإعلام والقضاء "هام جدا"، وسيكون فرصة للتواصل بين القطاعين والبحث عن سبل التقارب من أجل أن يتفهم أكثر كل جانب رسالة ومسؤولية الآخر، ولم يفوت المتحدث الفرصة للتذكير بالإصلاحات التي عرفها القطاع والتي كرست حسبه "استقلالية القضاء". وبالموازاة مع ذلك، أكد وزير العدل، أن القانون يسمح لقاضي النيابة إبلاغ الرأي العام بمعطيات خاصة بالقطاع وذلك عن طريق الإعلام، مؤكدا أنه "ليس لقاضي الحكم الحق على الإطلاق في التحدث إلى الصحافة فيما يخص القضايا التي تعالجها العدالة لأنه ملزم بالتحفظ بسرية الملف الذي يعالجه"، مضيفا أنه من حق قاضي النيابة التي تدافع عن المجتمع إبلاغ الرأي العام وذلك كما جاء في المادة 11 من التعديل الأخير لقانون الإجراءات الجزائية التي أعطت النيابة حق التصريح و لكن في حدود بما لا يمس بقرينة البراءة أو الدخول فيما يؤثر السير العادي للمحكمة". وجدد الوزير القول بأنه "يستحيل وجود ديمقراطية بدون صحافة"، مضيفا أنه "على الصحافة أن تكون مسؤولة إلى جانب تحليها بالنزاهة والموضوعية وذلك حفاظا على شرف الأشخاص وكرامتهم وحياتهم الخاصة". وعن اجتماع المجموعة الإفريقية بالجزائر وكذا استعداد الجزائر لأن تكون خلال الأسابيع القادمة عاصمة للثقافة الإفريقية، قال بلعيز إن "الجزائر أصبحت اليوم قبلة الأفارقة واستعادت مكانتها في الساحة الدولية"، مضيفا أن "القضاء الجزائري أصبح عضوا بارزا في الاتحاد الدولي للقضاة".