قالت منظمة ناطوري كارتا اليهودية المعادية للصهيونية ولدولة إسرائيل إنها تقترح على الفلسطينيين والعرب ما أسمته "طريقا ثالثا" لتحرير فلسطين و"وضع نهاية لإسرائيل خلال أقل من خمس سنوات". وأضافت أن هذا الطريق "ليس برنامج المراحل الذي تم استنفاده، ولا المقاومة"، بل يهدف إلى "شل الأسس التي يرتكز عليها النظام الصهيوني". وقالت المنظمة في رسالة إلى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل وقعها الحاخام إلحنان إستروفيتش من مدينة القدس إن هذا الطريق الجديد الذي تقترحه يتطرق إلى جملة من القضايا القائمة، بما فيها موضوع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وكذا الوضع في قطاع غزة. وطالبت الرسالة حركة حماس بتجميد صفقة الأسرى التي تسعى بموجبها إلى مبادلة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط بمئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مؤكدة أن شاليط "يلعب دورا أكبر بكثير" من مسألة تحرير بضع مئات من الأسرى. واعتبرت الرسالة أن صفقة الأسرى في هذه الأثناء "ستكون خطأ وستكون بمثابة تتمة للطريق القديمة"، مشيرة إلى أن الإسرائيليين يبدون كأنهم يعارضون تحرير عدد كبير من الأسرى، لكنهم في واقع الأمر "يرغبون في مثل هذه الصفقة بأي ثمن". ودعا إستروفيتش مشعل إلى عقد لقاء بينهما "في أقرب وقت ممكن" "كي يخرج هذا كله إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع"، معبرا عن "خيبة أمله" لأن حركة حماس "التي تحظى بمكانة راقية، بدأت تسلك شيئا فشيئا طريق اليأس في الاعتراف بالصهيونية كما فعلت منظمة التحرير الفلسطينية، وتستسلم للحكم البائس من حدود عام 1967 الذي نجح الصهاينة في فرضه على العالم بأسره". وكان مشعل قد ألقى في الأيام الأخيرة خطابا من العاصمة السورية دمشق دعا فيه العرب إلى إستراتيجية عربية وفلسطينية مشتركة لمواجهة إسرائيل، وأعلن فيه أن حركته لن تقبل بأقل من دولة فلسطينية كاملة السيادة على أراضي 1967 عاصمتها القدس، مع ضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وقالت رسالة ناطوري كارتا إن "هذه الطريق البائسة التي تنبع من التفكير الفلسطيني الخاطئ منذ أكثر من ستين عاما، ستعزز شأن الدولة الصهيونية وتمنحها سنوات طويلة من البقاء والدوام وتبعد إمكانية تحرير فلسطين أكثر فأكثر". واعتبرت المنظمة أن تحرير فلسطين "مسألة سهلة بسيطة"، وأن منظمات المقاومة الفلسطينية "تستطيع إسقاط الحكم الصهيوني في بضع سنوات فقط لو أدركت أنه يجب أن تنسى تماما الطريق الخطأ الذي سلكته جميع منظمات المقاومة بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية". ودعت إلى عدم التعامل مع إسرائيل "كما يتم التعامل مع دولة طبيعية" لأنها "ليست دولة ولم تكن دولة ذات مرة"، بل هي حسب تعبير الرسالة "نظام من منظمة إجرامية تابعة للمافيا (...) سيطرت على الشعب اليهودي بوسائل الإرهاب والقوة". وحثت الرسالة العرب على التوصل إلى "تفاهم واتفاق مع اليهود الحقيقيين المعادين للصهاينة (...) والتقدم سويا نحو طريق جديدة بديلة للسلام ومعادية للصهيونية بين الدول العربية واليهود"، واصفة هذا السلام بأنه "يرتكز بالأساس على نظرة الإسلام لليهود" وأنه "سيكون مقبولا كليا وستوافق عليه الولاياتالمتحدة وأوروبا".