علمت "الفجر" من مصادر موثوقة أن ما لا يقل عن15 مسلحا، بينهم عدة أمراء، يستعدون لتسليم أنفسهم خلال الأيام القليلة المقبلة، أغلبهم ينتمون إلى كتيبة الأنصار المتمركزة بمرتفعات منطقة القبائل• وقالت ذات المصادر إن اتصالات مكثفة تجري حاليا بين هذه العناصر المنضوية تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وعائلاتهم التي تحاول إقناعهم بإطلاق العمل المسلح والنزول إلى أحضان المجتمع• وأوضحت أن هذا الإجراء، الذي تكتمت عنه مصادرنا ورفضت الخوض في تفاصيل أكثر لغاية استكمال مراحل التحقيق، جاء بعد النداء الأخير الذي أطلقه مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حسان حطاب، الذي سبق وأن أقنع أمير كتيبة الأنصار "أبو تميم" الذي سلم نفسه لمصالح أمن عزازفة، وكذا بعد القضاء على أمير كتيبة الفتح التي تنشط بين تيجلابين والثنية، المدعو عمر بن تيتراوي، المكنى "يحيى أبو خيثمة"، عندما ترصدت القوات الخاصة تحركاته المشبوهة وحاصرته بأحد المطاعم بالقرب من مدينة بومرداس• وقالت مصادرنا إن من بين هؤلاء المسلحين أمراء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي كانوا قد التحقوا بالجبال منذ أزيد من 10 سنوات، وقد ربطت عائلات هؤلاء إلقاء السلاح وتطليق العمل المسلح بضرورة تقديم ضمانات لأبنائها واستفادتهم من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية بعد نزولهم من الجبال• كما كشفت مصادر متابعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل، أن رغبة عودة هؤلاء المسلحين عن العمل المسلح يعود إلى الخلافات الحادة التي يشهدها تنظيم دروكدال والانشقاق في صفوفه بخصوص من يتولى إمارة السرايا والكتائب، لاسيما بعد محاولة استمالة وتجنيد العديد من الشباب في كل من بومرداس وتيزي وزو بغرض إعادة هيكلة التنظيم• من جهة أخرى، أضافت ذات المصادر أن عدة عناصر من هذه الفئة الراغبة في تسليم أنفسها كانت منذ سنوات محل بحث من قبل مصالح الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب، وأن أغلبهم لا تتعدى أعمارهم الأربعين سنة• وبموازاة ذلك، كشفت مصادر عليمة عن مباشرة مصالح الأمن المشتركة، بما فيها قوات الدرك الوطني لتيزي وزو، تحقيقا من أجل الوصول إلى مصدر التصريحات التي تم الإدلاء بها من قبل أحد المواطنين، كان قد أودع شكوى مفادها تعرضه لتهديد من قبل أحد الإرهابيين كان بزي عسكري، طالبا منه المال• كما باشرت ذات المصالح سلسة عمليات تمشيط منذ نهاية الأسبوع، لعدد من المرتفعات الجبلية بين تيزي وزو وبومرداس، وكذا بين تيزي وزو والبويرة، توجت بتدمير ما لا يقل عن 10 كازمات بين مرتفعات الصهاريج وتيزي وزو، وتم إثر العملية العثور على مواد غذائية وأفرشة والعديد من الأدوية ووسائل كيماوية، إلى جانب متفجرات• وأضافت مصادرنا أن القوات الخاصة في مكافحة الإرهاب، جندت، أول أمس، نفسها لاقتفاء آثار جماعة إرهابية بالمنطقة المذكورة، من كتيبة الأنصار المتمركزة بمرتفعات تيزي وزو، والتي انتقل بعض عناصرها إلى الولايات الحدودية، وهي ثمرة الاعترافات التي أدلى بها إرهابيون سلموا أنفسهم مؤخرا لمصالح الأمن، إلى جانب إطلاق عمليات عسكرية مماثلة على الشريط الغابي الرابط بين حدود تيزي وزو ببجاية من الواجهة الساحلية حيث تمت محاصرة ما لا يقل عن 10 إرهابيين آخرين• وكان قد تم توقيف أحد المتهمين بتورطه في دعم ومساندة الإرهاب بعد أن عثر بحوزته على ألبسة ومواد غذائية كان بصدد إيصالها إلى الجماعة الناشطة بين بني كسيلة والمناطق القريبة من أزفون بتيزي وزو، لتباشر، بعدها، ذات العناصر في قنبلة هذه المواقع المشبوهة، وهي العملية التي ظلت متواصلة إلى غاية أمس• وكانت مصادر محلية قد أفادت بتعرض دورية لمصالح الأمن المشتركة يوم الخميس لهجوم بقنبلتين بمنطقة أعفير ببومرداس خلفت إصابة عدد من العسكريين الذين دخلوا في اشتباك مسلح مع إرهابيين تعرضوا لجروح بليغة دل عليها العثور على آثار دماء بمكان الحادث•