وحسب اعترافات الأمير التائب، الذي يعد من أبرز عناصر العناصر المسلحة والذراع الأيمن لدروكدال، وأراد الالتحاق بمعاقل منطقة ياكوران، أين يريد الانضمام إلى سرية الشعرة، التابعة لكتيبة الأنصار التي تضم ما يزيد على 20 عنصرا إرهابيا مايزالون ينشطون بها والتي تعد من أخطر الكتائب المتمركزة بمنطقة القبائل• وقال الإرهابي التائب إنه اقتنع بالرسالة الأخيرة لأمير ومؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حسان حطاب،الذي دعاهم فيها إلى وضع السلاح واحتضان ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، ولم تخف اعترافات هذا الإرهابي الذي قضى 12 سنة في جبال المنطقة الثانية عن استعداد أزيد من 10 مسلحين آخرين النزول من الجبال ووضع السلاح، أغلبهم أمراء وقياديين في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ينتمون إلى ثلاث كتائب ناشطة على المحور الرابط الجزائر العاصمة وصولا إلى تيزي وزو، مرورا بكل من البويرة و بومرداس، مؤكدا المعلومات التي أوردتها "الفجر" منذ يومين• كما توصلت التحريات الأولية التي أجرتها المصالح المختصة معه إلى أنه كان يشرف على إمرة أزيد من 65 مسلحا وما لا يقل عن 15 أميرا تمت تنحيتهم من طرف عبد المالك دروكدال بعد الصراع الذي ظهر مؤخرا في صفوف العديد من الكتائب والسرايا، خاصة الناشطة بين تيزي وزو وبومرداس، إلى جانب القضاء على عدد آخر منهم في عمليات عسكرية لقوات الجيش، بينهم سفيان فصيلة، أمير منطقة الوسط الذي يسير على نهجه أبو تميم• وكشفت مصادر بمنطقة القبائل، في سياق مماثل عن اتصال قائم بين العديد من عائلات هؤلاء الإرهابيين ومصالح الأمن المختصة رغبة منهم في النزول من الجبال، لكنه، وحسب تصريحات ذويهم، فإنهم يطالبون بضمانات عقب وضعهم للسلاح واستفادتهم من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، خاصة وأن أغلب هؤلاء المسلحين ينتمون إلى كتائب الأنصار المتمركزة بمرتفعات سيدي علي بوناب والتي امتد نشاطها مؤخرا لتصل إلى حدود ياكوران وأكفادو ببجاية وكذا كتيبة الفاروق التي أسندت إليها مهمة جمع الأموال والاختطافات بمنطقة القبائل والتي تضم حوالي 15 إرهابيا حاليا، إلى جانب بروز كتيبة المريغ، التي أخذت تستحوذ على الشريط الساحلي الحدودي بمعية كتيبة الفتح التي يتمركز عناصرها سابقا بين بغلية ودلس ببومرداس ليلتحقوا بمرتفعات تيزي وزو في ظل الحصار المفروض عليهم من طرف القوات المشتركة• وكانت مصادر محلية موثوقة قد كشفت عن التحاق 10 أشخاص بالعديد من المعاقل الواقعة بين تيزي وزو وبومرداس منذ أزيد من أسبوع، دون أن يتم اكتشاف أمرهم، في الوقت الذي يعلن بعض القياديين في التنظيم عن تسليم أنفسهم بعد مصارعتهم مع البرد القارس وقلة المؤونة والأمراض الفتاكة المنتشرة بينهم بسبب غياب النظافة• من جهة أخرى، تواصل قوات الجيش الوطني الشعبي عملياتها التمشيطية لأدغال تيزي وزو باستعمال مروحيات حربية وأسلحة ثقيلة مع الاستعانة بمظليين، وهي العملية التي مكنت ذات المصالح من محاصرة عدد من الإرهابيين ما أرغمهم على الإعلان عن رغبتهم في تسليم أنفسهم، لاسيما بعد رغبة ذات المصالح بربط عمليات التمشيط بمنطقة القبائل بتلك المتواصلة عبر عدد من ولايات الوطن على شكل حلقة، كما أنه تم تدمير العديد من المخابئ واسترجاع أسلحة وأدوية، إلى جانب أفرشة وذخيرة• وتجدر الإشارة إلى أن قنبلة تقليدية الصنع قد انفجرت أول أمس بعد أن تم التحكم فيها عن بعد، مستهدفة دورية مراقبة لأنبوب التموين بالغاز بولاية البويرة لم تخلف ضحايا•