وأعرب أحد المرضى أن إحدى هذه الصيدليات بالعاصمة تشترط على المرضى التنقل اليها صباحا، حيث لا يمكن الحصول على دواء "إيمورال" بعد الساعة التاسعة صباحا، نظرا لكثرة الطلب وقلة العرض منذ شهر ديسمبر الفارط، الأمر الذي أدى إلى قلق كبير في أوساط مرضى الكرون، خصوصا أن تعاطي الدواء بصفة غير منتظمة يؤدي إلى تعقيدات صحية قد تصل إلى الوفاة، حسبما أفادت به الدكتورة "قاسامة" دكتورة مختصة في الأمراض المعوية بمستشفى جانت. ورغم أن القانون لا يسمح للصيدليات المركزية الكبرى ببيعه للأعيان، لكن الضرورة تبيح المحظور، أصبحت هذه الصيدليات المركزية تبيع للمرضى الدواء، الذي يتراوح سعره ما بين 2200 و6000 دينار. وأكد المكلف بالاعلام في نقابة الصيادلة الخواص، مسعود بلعمري، أن هذا النوع من الدواء لا يباع في الصيدليات بموجب القانون، وإنما تقدم للمرضى في المستشفيات العمومية، والتي يتم جلبها من الصيدليات المركزية المختصة بتمويل المستشفيات. لهذا السبب تسجل العديد من حالات الندرة فيما يخص هذا الدواء نتيجة عدم توفره في الصيدليات، ولا يمكن حل هذه المشكل حسب المتحدث إلاّ بخروج هذا النوع من الأدوية من الوسط الاستشفائية إلى الصيدليات العادية على مستوى كل التراب الوطني، هذا ما يمكن لهم تسهيل لهم العلاج. وأضاف المتحدث أن بعض المرضى يتنقلون مئات الكيلومترات للحصول على الدواء في الصيدليات الثلاث المركزية المتواجدة في عنابة، وهران والعاصمة، إلى جانب نقص التكفل بهم. ويستخدم "إيمورال" لدى مرضى "الكرون" الذين استفادوا من عمليات جراحية في الجهاز الهضمي ولم يتسن لهم الشفاء من الداء، حيث يتوجب على المرضى تناول هذا الدواء بصفة منتظمة، وأي تأخير يمثل خطرا على حياتهم. يطالبون بتصنيف مرضهم بالمزمن وتعويض 100 بالمائة طالب المرضى المصابون داء الكرون وداء التهاب القولون التقرحي "أر.سي.أش" المزمنين بتسوية أوضاعهم، بالإضافة إلى أن داء "الكرون" لا يصنف مائة بالمائة كمرض مزمن ولا يتم تعويض الأدوية إلا بنسبة 80 بالمائة، يعاني هؤلاء من عدم انتظامه في الصيدليات المتعاقدة، ما يؤدي إلى مشكل أساسي بالنسبة للمرض المصابين بهذا المرض. وأفادت رئيسة جمعية المصابين بداء "الكرون" والتهاب القولون التقرحي، مفيدة سعدوني، أن عدد مرضى الكرون الذي لا يعرفه الكثير من الناس في تنامي مستمر، حيث تبلغ نسبة المصابين بهذا الداء 50 بالمائة من مجموع مرضى الجهاز الهضمي، و15 بالمائة من الحالات فقط يمكن الكشف عنها في المراحل الأولية للمرض. وأكدت المتحدثة أن هؤلاء المرضى لا يستفيدون من تعويض 100 بالمائة، بالرغم من أن المرض مزمن، ويستهدف الشباب بين 20 بين 20 و30 سنة. وتوصف لمرضى الكرون بعض الأدوية الأساسية للتقليل من حدة المرض، منها عائلة " أزا-5 " منها دواء البنتازا والروازا، وهو الأكثر استخداما في الجزائر وهي أدوية غالية الثمن إذ يقدر سعر علبة "البنتازا" 4500 دينار يحتوي على 90 قرص تقدر الجرعة العادية بأربع حبات يوميا، وتصل لدى بعض الأشخاص إلى 8 أقراص حسب درجة المرض، ما يعني أنه قد يصل إلى 4 علبات شهريا، وهو الأمر الذي يثقل كاهل المريض، لأن المرض غير معترف به بنسبة 100 بالمائة كمرض مزمن. وبالرغم من أن المرضى الذين يمتلكون بطاقات الأمراض المزمنة يستفيدون من تعويض الدواء ب80 بالمائة فقط، لكن الأمر يزداد سوءا، في بعض الفترات التي لا تتوفر فيها هذه الأدوية في الصيدليات القريبة من سكناهم، الأمر الذي يجبرهم على اقتنائها من صيدليات أخرى من مدن أخرى بالسعر الكلي المتراوح بين 4500 و5000 دينار، قد تصل إلى أكثر في بعض المرات حسب أحد المرضى، ثم يتم تعويضها من قبل الصيدلي المتعاقد ،لكن التعويض قد يطول إلى أكثر من 15 يوما، ما يعني الحاجة إلى اقتناء علبة ثانية على الأقل، لأنه كما سبقت الإشارة أن الجرعات الدنيا للدواء تقدر بعلبتين شهريا، وهكذا يبقى المريض في دوامة إلى حين وجود الدواء.