كشف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، في حوار مع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إمكانية توقيف المحكمة الدولية للرئيس السوداني عمر البشير بمجرد دخوله الأجواء الدولية، مقللا في ذات الوقت من سفر البشير عدة مرات خارج بلاده، معتبرا أن الرئيس السوداني يتحرك في إطار حدود بلاده وفي أغلب الأحيان لا يعلن عن مواعيد زياراته، مرجّحا وجود خيار أفضل بالنسبة له وهو إقدام الحكومة السودانية نفسها على اعتقال البشير وتسليمه للمحكمة الدولية. أجرت مجلة نيوزويك الأمريكية في عددها الأخير حوارًا مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، تطرق فيه إلى قضية اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير حيث أكد أن "مصير عمر البشير هو مواجهة ما أسماه ب"العدالة"" واعتبر أنه "بالإمكان توقيف البشير ما إن يدخل الأجواء الدولية. وسنحاول تنظيم هذه العملية. سبق لنا أن نفذناها، وسنحاول القيام بها مجددا. (لكن) أفضل خيار متوفر في هذه الحالة هو إقدام الحكومة السودانية نفسها (على اعتقال البشير). على النظام السوداني أن يجد طريقة ما". كما استشهد أوكامبو بأمثلة من الواقع على اعتقال قادة دوليين ليظهر إمكانية، من الممكن القبض على البشير مشيرا إلى أن "كلا من (الرئيس اليوغسلافي) سلوبودان ميلوسيفيتش و(الرئيس الليبيري) تشارلز تيلور كانا في السجن. سواء تطلب الأمر شهرين أو سنتين". وحول فشل المحكمة الدولية في ديسمبر 2007، في توقيف مسؤول سوداني مدان آخر، هو أحمد هارون، من خلال إرغام طائرته على الهبوط - حيث تم تنبيهه مسبقا - أجاب أوكامبو "لا أستطيع القيام بذلك. إن وظيفتي تقتضي جمع الأدلة وإبراز الوقائع". وعلى صعيد آخر واصل الرئيس السوداني تحديه لمذكرة توقيفه؛ فبعد زيارته لمصر وليبيا أعلن مكتب الرئيس السوداني عمر حسن البشير أنه غادر الخرطوم الخميس متوجها إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في زيارة رسمية. وذكرت مصادر إعلامية أن زيارة البشير تأتي تلبية لدعوة من رئيس إثيوبيا مليس زيناوي. وأشار إلى أن الزيارة التي تعد الثالثة خلال أيام من صدور مذكرة المحكمة، تأتي في إطار جملة من الرسائل التي يرسلها البشير للمحكمة بأن قرارها لا يعطله عن مهامه الدستورية ونشاطه الرئاسي، كما أن الزيارة تأتي في إطار توازن العلاقات بين إريتريا وإثيوبيا حيث زار البشير إريتريا قبل أيام. وتكتسب إثيوبيا أهمية خاصة لأنها مقر الاتحاد الإفريقي الذي يبذل جهده لإيقاف مذكرة المحكمة الجنائية. وكان البشير قد زار القاهرة أمس، وتباحث مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك حول مذكرة التوقيف. وتشير استطلاعات للرأي إلى أن 86 بالمائة من السودانيين لا يرون مصلحة للسودان في زيارات البشير الأخيرة.