شهدت الجلسة السرية لمحاكمة "ب. بلقاسم"، مدير الإقامة الجامعية بدرفانة، بالغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة، غياب الطالبات الجامعيات اللائي أودعن ضده شكوى التعرض لهن بالإغراء والتحرش الجنسي، مقابل حصولهن على الإقامة بالحي الجامعي باية حسين بباب الزوار. وعلقت مصادر متابعة للملف على غياب الشاكيات الخمس اللائي تبين أن أربعا منهن، حسب ما كشفه التحقيق، لا تملكن حق الإقامة بالحي الجامعي، بالقول إنه تم استدعاؤهن عدة مرات لحضور جلسة المحاكمة إلا أنهن تجنبن ذلك على خلفية ما كشفه التحقيق في القضية وأبعادها، وكذا ثبوت أن القضية ملفقة"، وهو ما جعلهن حسب ذات المصادر لا يمتثلن لاستدعاءات العدالة تجنبا للإحراج من مواجهة أسئلة هيئة المحكمة ودفاع المتهم لإثبات الوقائع المنسوبة إلى هذا الأخير. وكشفت ذات المصادر أن "ب. بلقاسم" تمسك بالأقوال التي أدلى بها أثناء مجريات التحقيق وأمام المحكمة الابتدائية بالحراش التي قضت ببراءته من التهم المنسوبة إليه، وشدّد في ذات السياق على أنه تعرض لمؤامرة ومكيدة من قبل بعض إطارات الأمن بالعاصمة بالتوطؤ مع "ط.م" المتعامل في النقل الجامعي، لاكتشافه - المتهم - تورطهم في تزوير فاتورتين للنقل الجامعي لشهري سبتمبر وأكتوبر 2003 خاصتين بالإقامة الجامعية بدرفانة، بقيمة مالية إجمالية فاقت 2.4 مليار سنتيم، وذلك باستعمال ختمه وتوقيعه الشخصي. إذ كشفت إحدى الشاكيات ضد "ب.بلقاسم"، مثلما أشارت إليه "الفجر" في أعدادها السابقة، بناء على ما ورد في ملف القضية، بعد سحبها للدعوى، بأن الأمر يتعلق بمؤامرة من قبل هؤلاء بغرض إزاحة المتهم من منصبه على خلفية اكتشافه وقوع تزوير واختلاس أموال عمومية باستعمال ختمه وتوقيعه الشخصي. وقد ركز دفاع المتهم في مرافعته على جملة التناقضات في التصريحات التي أدلت بها الشاكيات، وتراجع معظمهن عن الشكوى واعترفاهن بأنه تم دفعهن إلى التصريح الكاذب وغرّر بهن. واستدل دفاع "ب.بلقاسم" بتصريحات الشهود الذين كشفوا أمام قاضي التحقيق أن بعض الشاكيات عرضن عليهم الإدلاء بشهادة الزور ضد المتهم والوقوف في صفهن. يذكر أن النيابة العامة بالغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة التمست عقوبة ستة أشهر حبسا نافذا في حق "ب.بلقاسم" وغرامة مالية بقيمة 2000 دج، مع العلم أن المحكمة الابتدائية بالحراش كانت قد برّأته نهاية السنة الماضية من التهم المنسوبة إليه، والمتعلقة بالإغراء والتحرش الجنسي ضد الطالبات الجامعيات الخمس.