فبما إعتنق 4 صينيين الإسلام عام 2008 الفرنسيون أكثر إلأروبيين إعتناقا للإسلام بلغ عدد الأجانب الذين اعتنقوا الإسلام في الجزائر العام الفائت 172 شخصا ينتمون إلى 22 جنسية، حسب إحصاء وزارة الشؤون الدينية تحوز ''الفجر'' نسخة عنه، في حين شهدت السنة الجارية إسلام 35 شخصا من 12 جنسية، بينما سجلت سنة 2007 إشهار 133 شخصا لإسلامه• وحسب إحصائيات مصلحة اعتناق الإسلام بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، فإن عدد معتنقي الإسلام في ارتفاع كل سنة، حيث بلغ عدد الوافدين إلى الديانة الإسلامية 120 أجنبيا عام ,2006 في حين لم يتعد عددهم 64 و44 معتنق للإسلام عامي 2004 و2005 على التوالي• واستنادا إلى نفس المصدر فإن عدد الأجانب الذين اعتنقوا الإسلام خلال السنوات الخمس الماضية بلغ 533 أجنبيا من مختلف الجنسيات لاسيما الجنسيات الأوربية157 أوربيا• واعتلت الجنسية الفرنسية القائمة بتعداد 106 فرنسي، 83 منهم رجال، تليها الجنسية الإيطالية والاسبانية والبلجيكية ثم الألمانية والبريطانية، كما شهدت سنة 2008 لأول مرة إيداع 7 آسيويين ملفاتهم لاعتناق الإسلام، من بنهم 4 صينيين• وتظهر الإحصائيات المقدمة من طرف مصلحة اعتناق الإسلام أن أغلب المقبلين على الدين الإسلامي من الذكور، إذ تم إحصاء 370 رجلا في الخمس سنوات الماضية ما يمثل نسبة 4,69 بالمائة من مجموع المعتنقين• أغلب معتنقي الإسلام من المثقفين تختلف الأسباب التي أثرت في هؤلاء الأشخاص لاعتناق الإسلام، غير أن أهم سبب ساهم في تطلعهم إلى معرفة تعاليم الإسلام هي الحياة الاجتماعية الجزائرية المليئة بالقيم الإسلامية المفقودة في مجتمعاتهم، حسب ما أفاد به أحمد يحي دوري، مدير التوجيه الديني والنشاط المساجدي بوزارة الشؤون الدينية، حيث أكد أن أهم هذه القيم صلة الأرحام والتعاون والحياة الإنسانية التي يدعو إليها الإسلام ويوفرها لأهله، وهذا بالمقارنة مع مجتمعاتهم الأجنبية• إضافة إلى الأجانب الذين يدخلون الإسلام عن طريق ثقافتهم المكتسبة من مطالعة الكتب والبحوث الإستشراقية. كما لا ننسى التأثير المباشر لقادة الرأي والمتأثرين بهم شخصيا، إلى جانب احتكاكهم بالجزائريين، الذين يكونون قد أثروا فيهم بشكل أو بآخر، حيث أن أغلب المقبلين الجدد على اعتناق الإسلام في الجزائر تربطهم علاقات عمل أو صداقة بجزائريين• وفي نفس السياق، أفاد الشيخ عمار بوعمرة أن الجزائريين المرتدين أغلبهم من الجهلة والأميين، وعلى تربية فقيرة لتعاليم إسلامية، والكثير منهم يرتدون بسبب الحاجة والفقر، لكن أغلب المرتدين يعودون إلى دينهم بمجرد تسوية أوضاعهم المالية، بينما المعتنقون للإسلام من الأجانب يكونون من الطبقة المثقفة ومن الأفاضل، وبقناعة تامة.. وهنا يكمن الفرق• وحسبما أكده الشيخ عمر بوعمرة، مدير الشؤون الدينية لولاية تيبازة ورئيس المجلس العلمي الولائي للولاية، فإن جل الأشخاص الذين أبدوا رغبتهم في الدخول إلى الإسلام كان عن قناعة تامة بالدين، أوتكون ناتجة عن الرغبة في الزواج بجزائرية مسلمة، وهو الشرط الذي لا يتحقق إلا بإسلامه، فلا يجوز لمسلمة نكاح غير المسلم• وأضاف المتحدث أن الأجانب الوافدين إلى المجلس، إما لإثبات إسلامهم، وأغلبهم من المسلمين في الدول الأجنبية، أو لاعتناق الإسلام لأول مرة في الجزائر• وبالنسبة للحوار الذي يجرى بين الأئمة والمعني فإنه يتناول عادة الخطوط العريضة للإسلام بما فيها الإيمان الذي يعتبر الركيزة الأساسية وفروع الاعتقاد كالإيمان بالبعث وبالجنة والنار والرسل• وفي سؤال ل''الفجر'' عن لغة طرح الأسئلة الموجهة للأجانب أجاب المتحدث أن أغلب معتنقي الإسلام من الدول الفرانكفونية، وعادة ما يكون الوافد بمعية رفاق أو زملاء عمله ممن يتحكمون في اللغة العربية ولغة الأجنبي في الجلسة، فهذا الأمر يسهل عملية المحاورة، وأضاف أن بعض الأجانب يتعلمون اللغة العربية سواء عن طريق التعليم والمطالعة أو باحتكاكهم بالجزائريين، حيث تتم ترجمة الأسئلة التي يطرحها المجلس، بالإضافة إلى ملء استمارة اعتناق الإسلام التي تحتوي على الأسئلة التي تتلخص في أهم دوافع تخليهم عن الديانة السابقة التي كانوا يعتنقونها وإقبالهم نحو الإسلام، وهل هي نتيجة لاقتناعهم بالدين أم تدينا وراثيا.. وهو أهم سؤال في الاستمارة، كما أدرج سؤال حول نيتهم في الاستقرار بالجزائر• ومن جهة أخرى نقلت مصادر إعلامية أن في مقابل كل جزائري يرتد إلى الديانة المسيحية يدخل 10 فرنسيين إلى الدين الإسلامي متأثرين بأصدقائهم الجزائريين• و في مثال ذو صلة بالموضوع أورد المتحدث أن أحد المدراء الفرنسيين بشركة متعددة الجنسيات في شرشال، اعتنق الإسلام لأجل كلمة بسيطة يرددها الجزائريون كثيرا ''إن شاء الله''، وكان يقولها دون معرفة معناها، حتى سأل أحد زملاء عمله من المسلمين، فأجابه بأن لا حركة ولا سكون إلاّ بأمر من الله، فأسلم الفرنسي الذي يدير المشروع• يحق لمعتنق الإسلام ما يحق للمسلم أكد مدير مديرية التوجيه الديني، أحمد يحي دوري، أن اعتناق الأجنبي الإسلام يخول له حق دخول البقاع المقدسة مكةالمكرمة أوالمدينة المنورة لقضاء الحج أو العمرة، كما يكتسب إمكانية الزواج بمسلمة بالنسبة للذكر، ويستفيد من ثبوت توارثه مع أنسابه المسلمين، أمه أوجده أوأخوه الأب والابن وغيرهم من الأنساب إذا كانوا مسلمين، كما يُمنح صاحب الشهادة الرسمية لاعتناق الإسلام الحق في الدفن في مقبرة المسلمين• والكثير ممن يقبلون على الإسلام تتوج حياتهم بالزواج بجزائريات، لأنهم يعتقدون أن ذلك يساعدهم على إتمام حياتهم الدينية والدنيوية بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف•