الدعوة التي أطلقتها تلك المنظمات، والتي أثارت غضب عدد كبير من علماء الأزهر الشريف ورجال الفتوى في مصر•• أكدها الدكتور عبد الغفار هلال، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عندما أعلن أنهم في المجلس تلقوا طلبا بالفعل بشأن دراسة مشروعية تخصيص مساجد للنساء فقط يتولين وظائفها بالكامل، موضحا أنهم لم يتوصلوا حتى الآن إلى اتفاق فقهي، وأنّ عرض هذه القضية على المجلس لا يعني إطلاقا الموافقة عليها•وأشار إلى أنه شخصيا لا يوافق على تخصيص مساجد مستقلة للنساء؛ لأنها تنافي حكم الشرع، وفي نفس الوقت لا مانع - في وجهة نظره - أن تؤم المرأة النساء ولكن في حالات معينة، كأن تكون النساء في مجتمع خاص - ندوة أو مؤتمر- وأردن الصلاة فيجوز للمرأة في هذه الحالة أن تؤمهن بشرط أن تكون على الأرض وألا تقف على المنبر• واتفق معه في الرأي الدكتور منيع عبد الحليم محمود- عضو مجمع البحوث الإسلامية والأستاذ بجامعة الأزهر - في رفض هذه الدعوة بشدة مؤكدا أنها تأتي في إطار محاولة هذه المنظمات هدم المجتمع المسلم وإعلانه مجتمعًا نسائيا، بحجة المساواة والحصول على كافة الحقوق التي يحصل عليها الرجل، وهي الدعوات العلمانية التي يتم ترديدها منذ عدة سنوات؛ من أجل إثارة حالة من البلبلة بين المسلمين وشغلهم عن قضاياهم الرئيسية• وأضاف الدكتور منيع، أنّ المولى تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز:''وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً'' وفي هذا إشارة إلى أنّ المساجد للجميع ولم يتم تخصيص مساجد للنساء وأخرى للرجال، ولو كان هذا الأمر موافقا للشريعة الإسلامية لفعله رسول الله ( ولكن النساء المسلمات كن يصلين خلف الرجال في مسجد النبي)، وكان يستطيع أن يحدد لهن مسجدا خاصا بهن، ولكنه لم يفعل لأنه أراد الوحدة للمسلمين ولم يرد التفرقة، علاوة على ذلك، فإنه لا يجوز للمرأة أن ترفع صوتها على الرجال وأمام الجميع، وبالتالي لا يجوز لها أن ترفع الأذان ولا يجوز لها أن تعتلي المنبر، وتخطب في المسلمين، طالما أنّ الرجال لم ينقطعوا ولم تحدث لهم إبادة• ومن جهته أوضح الشيخ عبد الحفيظ المسلمي- أحد علماء الأزهر الشريف - أنّ النساء في عهده ( صلوا معه في مسجده النبوي الشريف وفي مسجد قباء، وفي كل التاريخ الإسلامي كان الرجال والنساء يصلون في مكان واحد• وأضاف المسلمي: أنه لا يجوز للمرأة أن ترفع صوتها في الأذان طالما أن هناك رجالا يستطيعون القيام بهذا الأمر، كما لا يجوز لها أيضا أن تخطب في المسلمين في صلاة الجمعة في أي حال من الأحوال، وتحت أي ظرف من الظروف؛ لأن صلاة الجمعة لا تجب على المرأة التي يمكنها أن تصليها ظهرا في بيتها، وأن تصليها جمعة إذا أرادت وبالتالي فلا داعي لهذه الدعوة من الأساس، والتي ليس لها أي هدف سوى إثارة البلبلة وشغل المرأة بقضايا هامشية غير القضايا والأمور التي خُلقت من أجلها، وهي العناية بأسرتها وزوجها وتحقيق النجاح والاستقرار الأسري• ويوضح أنه لا مانع من تخصيص مكان للنساء يتلقين العلم فيه سواء العلم الشرعي أوأي نوع آخر من العلوم، وذلك بعيدا عن صلاة الجمعة والأذان، وتستطيع أي امرأة أن تحاضر النساء وتظهر أمامهن، وبذلك يتحقق الغرض الخاص بتدريب المرأة على فنون الإلقاء ومواجهة الجماهير• وكعادتها في إثارة الجدل دائما كانت الدكتورة سعاد صالح - أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر- قد وافقت على بعض جوانب تلك الدعوة مؤكدة أنه لا يوجد أي مانع شرعي من وجود مساجد خاصة للنساء؛ لأن المهم في الشريعة الإسلامية هو موقف النساء بعيدا عن الرجل وبالتالي ممكن أن يكن خلف الرجل أو مستقلات عنه• وأضافت لا يوجد مانع أيضا من إمامة المرأة للنساء بشرط أن تقف وسطهن وليست أمامهن، ومن حقها أيضا أن تؤذن بينهن بصوت مسموع على أن لا يكون عبر مكبرات الصوت، وأن تقوم بكل شيء يقوم به الرجل في صلاة الجمعة والجماعة، مستشهدة بإذن رسول الله لأم ورقة بأن تؤم أهل بيتها، معتبرة أنّ البيت مكان مخصص ومستقل، ومن ثم لا ضرر إطلاقا في تخصيص مساجد للنساء، حتى وإن كان العرف لم يعتد على ذلك، مشيرة إلى أنّ الأصل في الأشياء الإباحة•