أعلن رئيس الجمهورية، أمس، عن تشكيلة حكومته الجديدة-القديمة، بعد أزيد من 51 يوما من إعلان رئيس المجلس الدستوري عن النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية• وعكس ما تداولته الصحافة أثناء الحملة وبعدها بأن الرئيس مقبل على تغييرات جذرية خلال العهدة الثالثة، تغييرات ستعصف بأغلب عناصر الطاقم الحكومي، جدّد الرئيس ثقته الكاملة في عناصر الحكومة وفي وزيرها الأول، ولم يخرج من الصف سوى أبو جرة سلطاني، الذي استقال من الحكومة قبل هذا، في محاولة يائسة لرأب الشرخ الذي حدث في حزبه بعد إنشاء مناصرة لحزب جديد استقطب أهم عناصر حمس• فهل يعني هذا أن مشروع التجديد والتغيير الكبير الذي تحدث عنه بوتفليقة أثناء الحملة ووعد به الناخبين الفاقدين للأمل في تحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية، مازال في إطار التحضير ولم يكتمل بعد؟ لكن مادام الأمر كذلك لماذا انتظر الرئيس كل هذا الوقت للكشف عن الحكومة، أو بالأحرى الإعلان عن إبقائه على الحكومة؟ ثم إن إبقاءه على كل الطاقم الحكومي بكل عناصره التي يواجه الكثير منها يوميا الانتقادات حول أدائها، يطرح قراره هذا لكل أنواع الانتقادات والتأويلات، فمادام سيبقي على كل الوزراء من دون تغيير• لماذا إذن جمد هؤلاء كل نشاطاتهم أيام الحملة وبعدها وتعطلت بذلك مصالح المواطنين، في انتظار حل معضلة الحكومة• ومن باب المزاح، هل ستخصم هذه الأيام التي كانت فيها أشغال الحكومة مجمّدة من رواتب وزرائها؟