أقدم صباح أمس مئات المواطنين ببلدتي بوقاعة وتالة إيفاسن، الواقعتين شمال ولاية سطيف، على قطع أغلب الطرق والمحاور الرئيسية، احتجاجا على سياسة التهميش والظروف الاجتماعية التي يعيشونها، وقد أدى ذلك إلى شل حركة المرور، وتسبب في حرمان التلاميذ من الالتحاق بمقاعد الدراسة وأصحاب المركبات من الدخول والخروج من وإلى البلديتين• ففي ببلدية بوقاعة، قام المحتجون بغلق كل مداخل المدينة، بمدخل حمام قرقور، من الجهة الجنوبية والمدخل الشرقي للدائرة بمحاذاة بولقان، زيادة إلى الطريق المؤدي إلى حيي بن عرعار والخنوسة، وجاءت هذه الحركة الاحتجاجية تعبيرا عن تذمرهم الشديد إزاء الوضعية السيئة التي تشهدها التهيئة الحضرية بأحياء المدينة التي تتحول إلى برك مائية شتاء وتعرف انتشارا للغبار والأمراض صيفا• وحسب هؤلاء المحتجين، فإن حيي الخنوسة وبن عرعار يعدان من أكبر الأحياء تضررا، وذلك للتهديد الدائم بالفيضانات، إذ تعيش مئات العائلات ليال مرعبة مع تساقط أولى قطرات المطر، وقد تدخلت السلطات المحلية للتحاور مع المحتجين وإقناعهم بضرورة فتح الطريق، غير أن المحتجين رفضوا ذلك، وطالبوا بحضور الوالي شخصيا، وبعد عجز السلطات عن امتصاص الغضب لجأت إلى الاستنجاد بقوات مكافحة الشغب، والتي اعترضنها صعوبات بالجملة بسبب تمسك مطالبهم بغلق الطريق، وهو ما أخر إعادة المياه إلى مجاريها حتى ساعات متأخرة من نهار أمس في صور قد تنفجر بين اللحظة والأخرى إذا لم تف السلطات بوعودها• كما شهدت بلدية تالة ايفاسن صباح أمس حركة احتجاجية مماثلة، حيث شل السكان الطريق الولائي رقم 62 الرابط بين تالة ايفاسن وخراطة ببجاية، احتجاجا على عدم إنجاز متوسطة بهذه البلدية، والتي تم تحويلها إلى منطقة ''وادي ويران''، ويرى المحتجون أن لهم الأولوية في الاستفادة من هذا المشروع باعتبار أن أبناء المنطقة يقطعون مسافات تزيد عن 21 كلم يوما للوصول إلى مقاعد الدراسة• وحسب المعلومات التي استقيناها من سكان المنطقة، فإن مشكل إقامة المتوسطة تعود جذوره إلى سنوات خلت بعد اصطدام السلطات بهاجس العقار والخلاف بين القرى والمداشر، وقد سبق لوالي الولاية أن هدد بتحويل المشروع في حال عجز الوصاية عن إيجاد الحل اللائق وسط هذه الخلافات، غير أن رئيس البلدية والدائرة أقنعا السكان بأنهما سيتوصلان لإيجاد حل يليق بكل الأطراف• كما احتج سكان بلدية ذراع قبيلة، أول أمس، حيث أقدموا على قطع الطريق البلدي رقم 161 الرابط بين بلدية ذراع قبيلة ومقر دائرة ''حمام قرقور''، مستعملين في ذلك المتاريس والحجارة، وكذا إضرام النيران في العجلات المطاطية، ما أدى إلى إحداث فوضى كبيرة، وامتنع بذلك التلاميذ والعمال من الالتحاق بأماكن الدراسة والعمل، وقد ندد المحتجون بالسياسة المنتهجة من طرف السلطات المحلية، حيث أكدوا أن مشروع تعبيد الطرق الذي تمت برمجته منذ عامين لم يتم بعد تسليمه، وتنقل رئيس البلدية وتحاور مع المحتجين ووعدهم بالانطلاق في القريب العاجل في إنجاز هذه المشاريع• وأفادت مصادر بوصول زهاء 10 شاحنات لقوات مكافحة الشغب ببوقاعة في حدود الساعة الخامسة من مساء أمس، وأن المحتجين لا يزالون متمسكين بمطالبهم•