صرح، أول أمس، سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، معمر القذافي، أن العمل جار الآن بين الجزائر وليبيا لإعداد ترتيبات أمنية وعسكرية مشتركة بين البلدين، من أجل التصدي للأخطار المشتركة بين البلدين، رافقتها زيارة سيف الإسلام إلى منشآت عسكرية وأمنية وتاريخية جزائرية• وقال نجل القذافي، في تصريحات صحفية خلال الزيارة التي قادته إلى الجزائر، إن البلدين يعملان على توسيع تعاونهما في المجال الأمني والسياسي والعسكري، وهي التصريحات التي اعتبرها المراقبون تحالفا شبه معلن بين الجزائر وطرابلس ضد نشاط التنظيمات الإرهابية، وتحديدا ما أصبح يعرف ب ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي''، على الحدود الصحراوية المشتركة بين البلدين من جهة، ومع دول الساحل الإفريقي من جهة أخرى• واعتبر المراقبون كذلك أن الزيارة الأخيرة لنجل القذافي إلى الجزائر تعكس ما يشبه مراجعة المؤسسة الخيرية، التي يرأسها سيف الإسلام، لسياستها فيما يخص الوساطة وتحرير الرهائن الغربيين المختطفين في الصحراء، وانتهاج طريقة دفع الفدية كحل، خصوصا بعد الانزعاج الذي أبدته الجزائر بعد رواج تقارير تفيد بحصول الإرهابيين خاطفي الرهينتين النمساويتين، شمال مالي العام الماضي، على فدية من المؤسسة التي يرأسها تقدر ب 5 ملايين دولار، ساعدتهم في شراء أسلحة متطورة وعتاد لاستخدامه في أنشطتهم الإرهابية على التراب الجزائري• وربط المراقبون الظرف الذي جاءت فيه الزيارة وما نتج عنها من تصريحات بالتحرك الأمني لبعض الدول الغربية في منطقة الساحل الإفريقي، في خطوة لتعزيز أكثر فأكثر للتنسيق والتعاون المشترك بين البلدين في مواجهة التواجد العسكري المحتمل لدول غربية بالمنطقة• وقد نقلت صحيفة ''ليبيا اليوم''، أول أمس، أن الجزائر باشرت وساطة دبلوماسية بين ليبيا وسويسرا، من أجل إعادة الدفء للعلاقات بين البلدين، التي شهدت فتورا وانقطاعا منذ شهر أوت الفارط عقب اعتقال أحد أبناء القذافي بجنيف• وعلى صعيد متصل بالعلاقات بين الجزائر وطرابلس وملف السجناء الجزائريين بليبيا، اكتفى نجل القذافي بالقول إن ''المعلومات التي بحوزته تبشر بالخير''، وهو ما من شأنه أن يضفي المزيد من القلق لدى عائلات السجناء، على اعتبار أن تصريح ضيف الجزائر لم يأت بالشيء الجديد، رغم طابعه المتفائل• وقد زار سيف الإسلام القذافي، ببني مراد بولاية البليدة، القاعدة المركزية اللوجيستية للجيش الوطني الشعبي، أين استقبل من طرف اللواء لحبيب شنتوف، قائد الناحية العسكرية الأولى، كما زار كلا من ولايتي وهران وتلمسان، ووقف على العديد من المحطات والمعالم بالمدينتين، حيث كان مرفوقا بقائد الناحية العسكرية الثانية، اللواء سعيد باي وعبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية•