أجمع المتدخلون في الملتقى، خلال يومين من الأشغال، على ضرورة تبادل الخبرات والتجارب بين أهل الاختصاص في مجال صناعة الآلات الموسيقية، مؤكدين على ضرورة إنشاء مدرسة دولية في الجزائر تكوّن وتؤطر المهتمين في هذا المجال، يقوم على أشغالها عدد من المختصين والخبراء من مختلف دول العالم• الملتقى الذي شاركت فيه عشر دول، فرنسا، بلجيكا، لبنان، مصر، تونس، إيران، تركيا، الطوغو، المغرب، اسبانيا، بخبراء مختصين في صناعة الآلات الموسيقية، ومصممين وباحثين في تاريخية بعض الآلات، طرح عدة تجارب ناجحة وقيمة في هذه الصناعة الفنية، وفي كيفية الحفاظ عليها كموروث ثقافي يختلف من دولة لأخرى ويعبر عن خصوصية كل منطقة• حيث قدّم مجموعة من الأساتذة المشاركين قراءات وافية في المجال الموسيقي وصناعة آلات العزف الموسيقية وصيانتها•• حيث قدم إبراهيم السكر من سوريا مداخلة حول صنع الآلات الموسيقية وميزة العود السوري عن بقية آلات العود الأخرى، في حين تطرق تيرسان عبد القادر من الجزائر إلى التجربة الجزائرية في مجال تكوين حرفيي صناعة الآلات الموسيقية، وأوضح صالح فتحي خلال مداخلته عن العلاقة بين عازف العود والآلة الموسيقية والموسيقى والتفكير في تفاعل منسجم يهيئ الأرضية للنهوض بالحركة الفنية، وأعطى كوسي ماولولو من الطوغو لمحة عامة عن آلات النفخ الخاصة بتراثهم الشعبي وارتباطها بالفنون الأخرى• وفي السياق ذاته، تكلم كل من جورج ألورو وجولان لابلان من فرنسا عن الابتكارات الموسيقية ودور الصوتيات في مجال صناعة الآلات الموسيقية• وتناول حسان طبار من إيران دور آلى السنتور والمواد المستخدمة في صناعتها، وكانت مداخلة تورونز فاروق من تركيا حول مميزات صناعة آلة العود وضبطها، في حين أضاف نزيه غضبان من لبنان إلى ذلك تقنيات صناعة آلة العود والبوزوك بين الحاضر والماضي• وكانت وزيرة الثقافة خليدة تومي أكدت، في كلمة ألقاها بالنيابة عنها مستشارها الإعلامي في افتتاح الملتقى، على أن الجزائر ستسعى إلى التفكير في كيفية إنشاء مؤسسة تكوينية من شأنها ضمان نقل المعارف والخبرات من قبل أصحاب المهن والصناع الفاعلين والمؤهلين أكاديميا من أجل إنجاح هذا المشروع، مع مساهمة كل من قطاع التكوين والتعليم المهنيين وكذا قطاع الصناعات التقليدية اللذين يعتبران الشريكين الأساسيين في هذا المسعى الذي يهدف إلى حماية وترقية وتثمين صناعة الآلات الموسيقية•