التقت ''الفجر''، أمس، رجال أعمال ومقاولي البناء والعمران لتسألهم عن وضع القطاع بعد موجة ارتفاع الأسعار، فردّ علينا صاحب أحد أكبر مقاولات البناء الذي يملك حصصا تدخل ضمن برنامج مليون سكن الذي أطلقه رئيس الجمهورية، قائلا ''تسجل مادة الإسمنت تراجعا في السعر بنحو 200 دينار، لكن ندرة المادة يبقي الهاجس الذي يطاردنا في انطلاق أو مواصلة بعض أشغال البناء''، مشيرا إلى أن الأسعار التي تعدّت سقف 700 دينار مؤخرا، عرفت تراجعا، حيث يتم بيع المادة حاليا بين 450 و490 دينار للكيس، ويتعامل أصحاب المصانع مع العروض الأكثر طلبا للمادة، قصد توفير الكميات اللازمة التي تساهم في تجسيد المشاريع التي تعطّلت في عزّ موسم البناء المعروف عالميا، بامتداده خلال هذه الفترة، حيث تتزايد ساعات العمل مع طول النهار، وتأقلم الورشات مع المناخ عكس فصل الشتاء• وتبقى الندرة، القضية التي يطرحها أصحاب المقاولات على طاولة الجهات المعنية للقضاء على تلاعبات ''السماسرة''، قد غيرت مجرى الأشغال، وأخّرت العديد من المشاريع التي كان منتظرا أن يتم تسليمها قبل هذه الصائفة، إلا أنه وأمام بقاء احتكار السوق من قبل المتضاربين بالأسعار، لا تزال هذه المشاريع تنتظر إتمام عمليات البناء قبل تسليمها، وتم إعادة النظر في مواعيد عدة صفقات عمومية وخاصة، أبرمت سابقا بأسعار كانت عليها مادة الإسمنت في الأسواق، لكن اليوم تم تأجيل موعد استلام المشاريع لحدوث الأزمة، والأكثر من ذلك الندرة، التي قلبت الأمور رأسا على عقب•