يروي عمي محمود سعيدي المجاهد المعروف بالمنطقة، أن أول اشتباك بين الثوار وجيش الاستعمار في منطقة سيدي إيدير كان في 3 أوت1955 وكان الجيش بقيادة الملازم سي أرزقي من صدوق بولاية بجاية، وسقط في ساحة المعركة 4 شهداء، ومن هنا دعا قائد الجيش إلى رفع عدد المناضلين بالقرية والجهر بالنضال مع جبهة التحرير الوطني، وهذا ما استجاب له السكان حيث ارتفع العدد من 6 إلى 24 مناضلا• الزيارة التي مازال يتذكرها عمي محمود هي زيارة أسد جرجرة إلى قرية سيدي إيدير، والتي وقعت في 26 نوفمبر 1956 حيث استقبل في منزل طالبي المختار وكان رفقة سبعة من مساعديه من بينهم كاتبه محمود بلعلام، ودامت الزيارة يومين في القرية رُقي خلالها المجاهد بابور العربي إلى رتبة مساعد بالمنطقة • بعد الزيارة التي قام بها العقيد عميروش، أتى دور الزيارة التاريخية لكريم بلقاسم، والتي كانت في أفريل 1956 وألقى القائد والعقيد خطابا لسكان القرية وذلك بالمكان المسمى لوطة اسفقان بسيدي إيدير• وفي جوان 1956 زارت الممرضة الشهيدة مليكة قايد آنذاك مع طاقم نسوي يضم عدة ممرضات وكنّ بالزي العسكري، والزيارة كان هدفها توعية نساء قرية سيدي إيدير حول كيفية الاختباء حين يكون القصف من طرف العدو، وكذا في حالة الطوارئ• مجزرة 28 جوان 1956 استعمل فيها العدو طائرات من نوع ميراج، وهي تتميز بسرعة الحركة، وقصفت القرية بقنابل مزودة بمادة تيانتي، واستشهد في هذا القصف 17 شهيد، والقائمة على النحو التالي•• 5 شهداء من عائلة زميط و7 من عائلة سهلال، ومن عائلة داعو استشهد5 شهداء• وقام الجيش الفرنسي بنشر قواته في كامل أنحاء القرية وقامت باعتقال 23 مدني، تم تكبيلهم ونقلهم إلى سجن مجانة ثم إلى عين روى بسطيف، وأخيرا ببني ورتيلان، وكان ضمنهم عمي سعيدي محمود• سقوط أربعة طائرات بسيدي إيدير الشيء الذي يفتخر به سكان القرية هو إسقاط 4 طائرات فرنسية، فالطائرة الأولى يرجع تاريخ سقوطها للفاتح من شهر جانفي 1957 حيث اصطدمت المروحية بعد مناورتها فوق سماء القرية بصومعة المسجد، وبالتالي أدى إلى الهبوط الاضطراري للطائرة، وأصيب طيارها وهجم عليه المجاهدون وأحرقوه، وذلك لكي لا يتم كشف أمرهم من العدو وأخذوا سلاحه• أما الطائرة الثانية فقد أسقطها المجاهد بن شهدي رابح في 13 أفريل 1957 وذلك بجبل أومازة، وعن نجاح هذا القناص في إسقاط الطائرة قال عمي محمود إنه جند في صفوف الخدمة الإجبارية وشارك في حرب الهند الصينية مدة أربع سنوات• وفي أكتوبر 1957 سقطت الطائرة الرابعة بعد اشتباك أدى إلى إصابة الطائرة وانفجرت بواد امسد ، حيث يوجد محركها في متحف أقبو ببجاية• وبعدما أصبحت المنطقة منطقة عبور للمجاهدين، أجبر المستعمر على إنجاز محتشد بالقرية لقطع العلاقات بين المدنيين والثوار، وعدم تزويدهم بالمعلومات حول تحركات الجيش وتجنب الكمائن التي يصنعها الثوار بالتنسيق مع سكان القرية، ومنع تقديم الأكل والاستراحة • من الأبطال الذين تفتخر بهم القرية•• الفدائي سنطوجي محمد المدعو جمعة، والجير صاحب 18 ربيعا والذي تطوع من أجل قتل أحد رؤساء الجيش السري بمنطقة رويسو بالعاصمة، وكان ذلك بين شهري نوفمبر وديسمبر1961 حيث طعنه بسكين على مستوى الصدر والرقبة• رومانسية ''الفيسبا''•• ضحية عنف الاحتلال ''الفيسبا'' الدراجة النارية، التي نالت في خمسينيات القرن الماضي شهرة واسعة، وتهافت عليها العشاق، لتكون أهم وسيلة لديهم للفسحة، حوّلها جيش الاحتلال الفرنسي في الجزائر إلى وسيلة للقتل، فحملها المدفع والذخيرة لمطاردة الثوار في أزقة المدن، التي تعجز الآليات عن دخولها•