في خرجة إعلامية تعدت الحدود الحمراء، تجرأت أمس وزيرة الدولة الفرنسية لشؤون المدينة، فضيلة عمارة، وهي جزائرية الأصل، على التطاول على الإسلام والمساس بالحرية الشخصية لبعض المسلمات اللواتي يرتدين البرقع، حيث قالت المتحدثة لصحيفة ''فايننشال تايمز'' إن البرقع لا يمثل مجرد قطعة قماش، وإنما هو الاستغلال السياسي لدين يستعبد النساء، ويتعارض مع مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة•• وتجرأت الوزيرة، التي تمثل حكومة دولة تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، على الخوض في حريات الآخرين والتهجم على الإسلام والمسلمين، ووضعت نفسها في مقام الناطق باسم المسلمين، وأطلقت فيما يشبه حملة للدفاع عن مرتديات البرقع، مما تراه الوزيرة ''قمعا واستبدادا وإذلالا للمرأة''، حيث قالت، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية، ''إن الغالبية العظمى من المسلمين ضد البرقع والسبب واضح، الذين شاركوا في الدفاع عن حقوق المرأة في بلادهم، وأعني خاصة في الجزائر، يدركون ما يمثله وما يخفيه من مشروع ظلامي سياسي يهدف إلى خنق الحريات الأساسية''• وجاء حديث فضيلة عمارة أكثر تطرفا بالنظر إلى العبارات التي وظفتها في ذات الحديث الصحفي، وقالت فيه ''إن ارتداء البرقع، أو النقاب، يمثل قمعاً للمرأة واستعباداً وإذلالاً لها''، وتولت الدفاع عن حقوق أو حرية المرأة، ولكن من وجهة نظر متطرفة ألصقتها هي بالإسلام بقولها ''إن حظر البرقع والنقاب سيتيح استئصال ''سرطان'' التطرف الإسلامي''• وذهبت الى حد جعل عبارة الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، التي قالها حول البرقع مؤخرا، بأنه غير مرحب به على أراضي الجمهورية، أكثر قبولا مما أدلت به فضيلة عمارة أمس • وذكرت المتحدثة ''أن فرنسا، بلد الإسلام التقدمي، يجب أن تحارب الغرغرينة والسرطان الذي يمثله الإسلام المتشدد الذي يشوه كلياً رسالة الإسلام''• معتبرة أن البرقع ''يشكل قمعا ثالثا ضد النساء، بعد الاستغلال الجنسي والفقر''• وقالت الوزيرة التي كانت تترأس منظمة ''لا عاهرات لا خاضعات'' أن المرأة تتعرض لشكل ثالث من أشكال القمع: التطرف الديني ووجود المنظمات الأصولية التي تسهم في نشر أفكاره''• للتذكير، شكلت في فرنسا لجنة تحقيق برلمانية لدراسة ظاهرة ما سمي بظاهرة البرقع، وستقدم تقريرها النهائي السنة المقبلة، وأثيرت قضية البرقع، أو النقاب، مؤخرا بعدما طالب نائب شيوعي بتحقيق اجتماعي ميداني في هذا الصدد•