وهو ما يعني أنه بفوزهم في مباراتهم التالية ''الأكثر سهولة'' أمام رواندا في الجزائر سيرتفع من رصيدهم إلى 13 نقطة، وهو الزاد الذي يسمح لهم بمواجهة مصر بأقل الضغوط، لأن الفراعنة وفي حالة انتصارهم في لقاءي رواندا وزامبيا، سيكونون مطالبين في المباراة الأخيرة ليس فقط بالفوز على الجزائر، وإنما تعويض فارق الأهداف الذي لن يقل عن ثلاثة أو أربعة أهداف! لذلك فإننا وإن تجولنا في أي نقطة من الجزائر نجد أن كل شخص يتعامل مع مباراة زامبيا على أنها ''مباراة المونديال''، ولهذا، فإن الأجواء في مدينة البليدة حماسية أكثر من أي وقت آخر، ربما أكثر من الأجواء التي سبقت مباراة مصر، فالبداية كانت من يوم الأربعاء عندما نفذت 18 ألف تذكرة في ظرف 5 ساعات فقط، ثم الأجواء الحماسية التي كست مدينة الورود، فالبليدة زينت بالألوان الثلاثة الأبيض، الأخضر والأحمر، فالكل ساهر على التحضير لهذا العرس· البليديون ''سبقوا العرس بليلة'' لذلك فإنك إذ مررت بقرب ملعب تشاكر فإنك تلاحظ مدى استعداد البليدة بجميع هيئاتها لتوفير الظروف الملائمة للمناصر الجزائري لمتابعة شيقة طوال التسعين دقيقة، وكذلك قبل وبعد المواجهة، ناهيك عن قوات الأمن التي تسهر منذ نهاية الأسبوع الماضي على توفير الأمن والأمان للجمهور الذي سيحضر من كل نقاط الوطن لمعايشة فرحة الخضر إذا ما فازوا أمام زامبيا في مباراة اليوم· أيضا لقينا إقبالا كبيرا على اقتناء كل ما يرمز إلى الألوان الوطنية، فهناك وبقرب الملعب اخترع أحد الباعة فكرته من أجل بيع سلعته في مدة زمنية أقصر، تمثلت في صنع رايات وطنية صغيرة يبيعها بأثمان معتبرة، الأمر الذي جعل سكان البليدة وكل من زارها أمس خاصة الصغار يقومون بشراء هذه الرايات، كدليل لحبهم ومؤازرتهم لمنتخب بلادهم، كما أن البليدة لم تنم في الساعات الماضية لأن فترة ما بعد صلاة التراويح كانت كلها مزيجا بين منبهات السيارات وأغاني الخضر التي صنعت الحدث خلال الصائفة ومنذ أول فوز لرفقاء زياني أمام مصر بالبليدة، كما معروف عن البليدة شهرتها بامتلاك شبانها للدراجات النارية ذات الاسطوانات الكبيرة، والتي دوت بدويها مختلف شوارع البليدة، التي تنتظر الانفجار اليوم وإحياء أهم لحظة في تاريخ الجمهور الجزائري، التي يحن إليها منذ آخر مشاركة لمنتخبنا في مونديال ميكسيكو .1986 في باب الوادي الكل ينتظر لحظة للاحتفال بالفوز أما إذا ارتدنا شوارع العاصمة، فإن الكل ينتظر لحظة الخروج إلى الشوارع سهرة اليوم بكل شغف، لأن سيناريو الفوز على مصر أكبر صورة لفرحة سكان باب الوادي والمدن المجاورة، فلم تنم حينها هذه المدينة، لذلك فالكل يحضر على طريقته، وشباب هذا الحي الشعبي على أمثلة حكيم، رياض، نعيم مستعدون لقضاء ليلة بيضاء من الفرحة بطعم الأهازيج والأغاني التي تمجد منتخبنا الوطني، ولأن باب الوادي كانت دائما معقلا لتبادل فرحة العاصميين، فإن الكل عازم على إحياء هذه الليلة الرمضانية وتدوينها في تاريخ الكرة الجزائرية، التي يبدو أنها تستعيد أو تحن إلى ماضيها المجيد·