أجمع العديد من المواطنين الذين تحدثت إليهم ''الفجر''، أنهم يفضلون ختان الأطفال في شهر رمضان لما فيه من فضل ديني كبير، حيث يكثر المسلمون فيه من الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء تقربا إلى الله تعالى· لهذا يعكف الأولياء على ختان أو''طهارة'' أبنائهم في هذا اليوم تبركا به، بتنظيم سهرات رمضانية بحضور الأحباب والأقارب· كما تعمل ربات البيوت على صنع أشهى الحلويات التقليدية المصحوبة بالشاي، إضافة إلى وضع الحنة للطفل وسماع بعض الأغاني أوالأناشيد الدينية التي تتخللها بعض المشروبات في محاولة لخلق جو من الفكاهة والمرح، وكذا لعبة البوقالة التي تجمع النساء والفتيات طيلة السهرة· وفي ذات السياق، تفضل العديد من العائلات ختان أبنائها في رمضان ضمن الختان الجماعي الذي تقوم به بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية لفائدة العديد من الأولاد، حيث تدخل من خلالها الفرحة إلى بيوت الفقراء، وذلك بالتكفل بمصاريف العملية، واقتناء الملابس الخاصة بالمناسبة والاحتفال في جو حميمي· ومن جهة أخرى، فإن للعامل الاقتصادي دور كبير في ختان الأبناء خلال شهر رمضان لأنه يغني عن مصاريف الاحتفال، خصوصا مع ضعف القدرة الشرائية وشبح ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية· وهو حال محمد، الذي أكد لنا أن عمليات الختان خلال شهر رمضان لا تتطلب مصاريف كثيرة، ويقتصر الأمر على إقامة سهرة متواضعة للأقارب فقط، لذلك فقد قرر ختان ابنيه الاثنين في ليلة السابع والعشرين·· مشيرا إلى أنه في السنوات الماضية لم تكن هذه العملية تجرى في المراكز الصحية، وإنما كان يقوم بها ''الحجاب''، وسرعان ما اندثرت هذه الظاهرة مع التقدم الطبي، ولم تبق إلا في بعض المناطق الريفية في الولايات الداخلية·